التوتر وآثاره على الوجه
لا شك أن الجميع يشعر بالتوتر العصبي من حين لآخر, لكن إذا استمر وأصبح مزمنا فسيكون له خطورة على صحتك. يزيد التوتر العصبي من خطر الإصابة بالاكتئاب, وأمراض القلب والأوعية الدموية, ويؤثر سلبا على جهاز المناعة .
يمكن للتوتر أيضا أن يترك آثارا على وجهك. يعتبر جفاف البشرة, وظهور التجاعيد, وحب الشباب بعضا من طرق انعكاسه على الوجه. وسنكتشف سويا في هذا المقال عن الآثار الأخرى التي يتركها التوتر على وجهك.
طريقة ظهور التوتر على الوجه
يمكن للضغط العصبي المزمن أن يظهر على وجهك بطريقتان.
- الأولى: تؤدي الهرمونات التي يفرزها الجسم عندما تشعر بالتوتر إلى تغيرات جسدية تؤثر سلبا على الجلد.
- الثانية: يمكن للضغط العصبي أيضا أن يؤدي إلى ظهور بعض العادات السيئة مثل, عض الشفة وصرير الأسنان (حالة تطحن أسنانك بها أو تطبقها).
حب الشباب
عندما تشعر بالتوتر, يفرز جسمك المزيد من هرمون الكورتيزول. يحفز هرمون الكورتيزول أحد مناطق المخ المسماه بتحت المهاد Hypothalamus على إفراز هرمون يسمى الهرمون المحفز للكورتيكوتروبين CRH. يُعتقد أن هذا الهرمون يحفز إفراز الزيوت من الغدد الدهنية حول بصيلات الشعر. يعمل الإفراز الزائد للزيوت من خلال تلك الغدد على سد فتحاتها ويتكون حب الشباب نتيجة لذلك.
بالرغم من معرفة أن التوتر العصبي يؤدي لتكون حب الشباب, إلا ان دراسات قليلة ركزت على العلاقة بينهما.
ركزت إحدى الدراسات في عام 2017 على تأثير التوتر العصبي على حب الشباب عند طالبات الطب اللاتي تتراوح أعمارهن بين 22 و24 عاما. وجد الباحثون أن نسب التوتر العالية كانت مرتبطة بشكل كبير مع شدة ظهور حب الشباب.
ركزت أيضا دراسة في كوريا الجنوبية على العوامل المحفزة لظهور حب الشباب عند 1236 شخص. وجدوا أن التوتر, والحرمان من النوم, وشرب الكحوليات, والدورة الشهرية يمكنهم زيادة حب الشباب سوءا.
الأكياس تحت العينين
تٌعرف الأكياس تحت العينين بانتفاخ أو تورم تحت الجفن. تشيع أكثر مع التقدم في السن نظرا لضعف العضلات الداعمة حول العينين. ويمكن لترهل الجلد الناتج عن فقدان الليونة أن يساهم في تكون الأكياس تحت العينين.
وجدت الدراسات أن التوتر الناتج عن الحرمان من النوم يزيد من علامات التقدم في السن, والتي تتمثل في ظهور التجاعيد, فقدان ليونة الجلد, وتباين في ألوان البشرة. ربما يساهم فقدان ليونة الجلد على تكون الأكياس تحت العينين.
جفاف البشرة
تسمى الطبقة الخارجية على سطح الجلد بالطبقة القرنية Stratum corneum, وتحتوي على البروتينات والدهون التي تلعب دورا هاما في الحفاظ على رطوبة البشرة. تعمل أيضا كحائط حماية للخلايا تحت الجلد. وعندما لا تعمل الخلايا القرنية كما ينبغي, تصبح البشرة جافة ومهيجة للحكة.
وُجد في دراستان على الفئران أن التوتر العصبي يقلل من وظائف الحماية للطبقة القرنية وربما يؤثر سلبا أيضا على إبقاء المياه بالجلد. ونُشرت نتائج الدراستين عام 2014 في Inflammation & Allergy Drug Targets.
وجدت أيضا عدة دراسات أن التوتر في حالتي مقابلات العمل, ومشاكل الزواج يقلل من قدرة الجلد على شفاء نفسه.
الطفح الجلدي
يمكن للتوتر أيضا أن يُضعف جهازك المناعي. يؤدي ضعف الجهاز المناعة إلى الإخلال بتوازن البكتيريا المفيدة الموجودة بالأمعاء والجلد. ويمكن أن يؤدي هذا الإختلال في حالة حدوثه على الجلد إلى احمرار الجلد أو الطفح الجلدي.
يُعرف التوتر أيضا بأنه محفز أو منشط لبعض الحالات المرضية الأخرى التي تسبب التهاب الجلد والطفح الجلدي, مثل: الصدفية, والإكزيما, والتهاب الجلد التماسي.
التجاعيد
يُحدث التوتر تغيرات في البروتينات في الجلد ويقلل من ليونته, وينتج عن ذلك تكون التجاعيد.
يمكن للتوتر أيضا أن يؤدي إلى التجعد المستمر في الجبين الذي يساهم في النهاية إلى تكون التجاعيد.
شيب الشعر وتساقطه
عُرف عن التوتر منذ زمن أنه يسبب شيب الشعر, لكن توصل العلماء مؤخرا عن سبب قيامه بذلك. تفرز الخلايا الميلانية melanocytes صبغة الميلانين التي تُعطي للشعر لونه.
وجدت دراسة نُشرت في مجلة Nature عام 2020 أن الجهاز العصبي السمبثاوي يسبب اختفاء الخلايا الجذعية المكونة للخلايا الميلانية, وذلك في حالة التوتر. وبمجرد اختفاء تلك الخلايا تفقد الخلايا الجديدة لونها وتتحول إلى الرمادي.
يسبب التوتر العصبي المزمن اضطراب في دورة نمو الشعر ويؤدي لظهور حالة تسمى تساقط الشعر الكربي telogen effluvium, حيث تسبب تساقط الشعر بكميات أكبر من الطبيعي.
تأثيرات أخرى للتوتر العصبي على الوجه
يمكن أن يؤثر التوتر أيضا على الوجه من خلال:
- ضرر الأسنان: اعتاد كثير من الناس على صريف الأسنان عند الشعور بالتوتر والقلق. ويمكن لذلك بمرور الوقت أن يسبب في ضرر دائم لأسنانك.
- اضطرابات المفصل الصدغي الفكي TMD: وهي مجموعة من المشاكل الصحية التي تؤثر على المفصل الموجود بين المنطقة التي تصل الفك بالجمجمة. وينتج عن صرير الأسنان المتكرر.
- احمرار الوجه: يمكن للتوتر أن يغير من عادات التنفس لديك. يمكن لهذه التغيرات أن تسبب احمرار وجهك مؤقتا.
- تقرحات الفم والشفاه: يعض كثير من الناس شفاههم أو ما بداخل فمهم عند الشعور بالتوتر.
لماذا يستجيب جسمنا بتلك الطريقة نحو مسببات التوتر؟
تختلف طريقة استجابة كل شخص عن غيره نحو مسببات التوتر. وتتأثر طريقة استجابة الشخص نحو مسببات التوتر ببعض العوامل أبرزها:
- الجينات
- الخبرات الحياتية: تنبع بعض ردود الفعل القوية للتوتر من بعض المواقف الصادمة أو المؤلمة. وأكثر الناس عرضة للتوتر العصبي هم الذين كانوا يُهمَلون أو يساء معاملتهم في مرحلة الطفولة , أو الذين مروا بجرائم عنف, أو الناجين من حوادث السير والطيران, وضباط الجيش والشرطة, ورجال الإطفاء.
يمكن أن يكون لديك بعض الأصدقاء الذين يبدو عليهم الاسترخاء تقريبا مع أغلب المواقف, بينما يوجد آخرون يتوترون بشدة من أقل موقف. ويتفاعل أغلب الناس نحو مسببات التوتر في الحياة بين هذين الموقفين.
كيف نتأقلم مع التوتر؟
توجد بعض الطرق يمكن من خلالها التعايش والتأقلم مع التوتر منها:
- ضع جدولا لعمل أنشطة مهدئة للأعصاب: يمكن أن يساعدك القيام بجدول لبعض الأنشطة التي تُشعرك بالاسترخاء على تقليل التوتر اذا شعرت أن جدولك اليومي يجعلك مرتبكا أعط لنفسك وقتا لعمل شيء تحبه مهما كانت مدته قصيرة. اقرأ كتابا أو خذ حماما دافئا على سبيل المثال
- الحفاظ على عادات صحية: من أهم الأشياء التي يجب اتخاذها كعادات هي الاستعانة بنظام غذائي صحي, بالإضافة إلى الحصول على قسط كاف من النوم, وذلك لتساعد جسمك على السيطرة على التوتر
- العلاج النفسي الديني مهم جدا أيضا بجانب العلاج المعرفي السلوكي
- تمشى قليلا خارج المنزل أو تطوع في إحدى الجمعيات الخيرية
- مارس بعض التمارين للراحة من التوتر مثل التأمل أو اليوجا
- لا تتجاهل بشرتك واعتن بها حتى إذا كنت تشعر بالتوتر
- تحدث مع الآخرين: تحدث مع فرد من عائلتك أو صديق لك أو أحد مختصي الرعاية النفسية, فهم يساعدون كثير من الناس على التعامل مع توترهم
- تجنب المخدرات والمشروبات الكحولية: يمكن للاستخدام المستمر للمخدرات والكحوليات التسبب بمشاكل إضافية للتوتر
وبالنهاية فإن التوتر يعتبر جزءا لا يتجزأ من حياتنا لكن يجب ألا يتطور ليصبح مزمنا؛ لما له من آثار على الوجه بشكل خاص كما أوضحنا. لذلك يٌنصح بتقليل التعرض لمسببات التوتر, وتعلم التقنيات التي تساعد على السيطرة على التوتر للحد من علامات تقدم السن المبكر.
تعليقات