تعرف على أسباب انتحار المراهقين
يمثل انتحار المراهقين السبب الرئيس الرابع للوفاة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عامًا، وأن 77% من حالات الانتحار في العالم تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وتولي منظمة الصحة العالمية اهتمامًا بالغًا لفحص أسباب هذه الظاهرة، خاصةً أن تقديرات المنظمة لعدد المنتحرين من المراهقين سنويًا تصل إلى ما يزيد على 70 ألف شخص في العالم، بالإضافة إلى أعداد الذين أقدموا على محاولات الانتحار ولم يتمكنوا من الانتحار؛ إذ أن كل حالة انتحار تقابلها حالات أخرى عديدة من محاولات الانتحار.
محتويات المقال:
- ما أسباب تفكير المراهقين في الانتحار؟
- ما عوامل الخطر التي تدفع المراهقين للتفكير في الانتحار؟
- ما العلامات التحذيرية التي تشير إلى احتمال انتحار المراهق؟
- كيفية التغلب على تفكير المراهق في الانتحار
- متى تستلزم حالة المراهق استشارة الطبيب المختص؟
- كيف يمكن علاج المراهق ليتخطى الأفكار والسلوكيات الانتحارية؟
- مقترحات القراءة:
- المصادر:
ما أسباب تفكير المراهقين في الانتحار؟
عادةً ما يفكر المراهقين في الانتحار بسبب صعوبة التكيف مع الضغط النفسي في مرحلة المراهقة، والذي يتمثل فيما يلي:
- التعامل مع الرفض.
- الفشل الدراسي.
- الاضطرابات الأسرية، مثل: انفصال الوالدين.
- عدم التفكير في الجوانب الإيجابية في حياتهم.
ما عوامل الخطر التي تدفع المراهقين للتفكير في الانتحار؟
يوجد بعض العوامل التي تزيد خطر تفكير المراهقين في الانتحار، مثل:
- الإصابة باضطرابات نفسية، مثل: الاكتئاب، أو اضطرابات القلق، أو اضطراب ثنائي القطب.
- أن يكون له تاريخ من الإساءة البدنية، أو الجنسية، أو التعرض للعنف أو التنمر.
- وجود تاريخ عائلي من اضطرابات المزاج، أو الانتحار.
- إساءة استخدام العقاقير أو الأدوية.
- إمكانية الوصول إلى وسائل الانتحار، مثل: الأسلحة.
- التعرض إلى تجربة انتحار أحد أفراد الأسرة، أو أحد الأصدقاء المقربين.
- النزاعات مع الأصدقاء، أو أفراد الأسرة، أو فقد أحدهم.
- المشكلات الجسدية أو الطبية، مثل: التغييرات المتعلقة بالبلوغ، أو الإصابة بالأمراض المزمنة.
ما العلامات التحذيرية التي تشير إلى احتمال انتحار المراهق؟
يوجد بعض العلامات التحذيرية التي تشير إلى تفكير المراهق في الانتحار، والتي تتمثل فيما يأتي:
- الحديث عن الانتحار أو الكتابة عنه، مثل: النطق بعبارات (مثل: “سأقتل نفسي”).
- الانسحاب من التواصل الاجتماعي.
- التقلبات المزاجية.
- زيادة تعاطي الكحوليات أو المخدرات.
- فقدان الأمل أو انعدام الرغبة تجاه شئ ما.
- تغير الروتين المعتاد، مثل: أنماط الأكل، أو النوم.
- فعل أشياء خطيرة أو مؤذية للنفس.
- التخلص من المتعلقات مع عدم وجود تفسير منطقي يبرر سبب فعل ذلك.
- حدوث تغيّرات في الشخصية، أو فرط الإحساس بالقلق.
كيفية التغلب على تفكير المراهق في الانتحار
توجد بعض الخطوات التي تساعد في التغلب على انتحار المراهقين، والتي تتمثل فيما يأتي:
- التحدث معه فورًا؛ لمعرفة أسباب هذه الأفكار، ومساعدته على التغلب عليها، كذلك يجب أن يشعر بأن كل مشكلاته بسيطة ويسهل حلاها.
- الاستماع إليه؛ لمعرفة أفكاره ومشاعره، وعدم تجاهل مشكلاته، ومساعدته على الشعور بالطمأنينة؛ لأنه يحتاج إلى مزيد من الاحتواء خلال مرحلة المراهقة.
- محاولة إبعاد أي وسائل قد يستخدمها المراهق في الانتحار، مثل: السكاكين، أو الحبال، أو الأدوية، أو أنواع الأسلحة المختلفة.
- أخذ المراهق إلى طبيب نفسي؛ من الأمور المهمة التي يجب القيام بها لمعرفة سبب المشكلة النفسية التي يمر بها والأسباب التي أدت إلى تفكيره في الانتحار.
- مراقبة المراهق طوال الوقت: في حالة ملاحظة قيام المراهق بأي من السلوكيات الغريبة أو التفكر في الانتحار فيجب مراقبته طوال الوقت، وعدم تركه بمفرده حتى لا يلحق الضرر بنفسه، وكذلك يجب مراقبة حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به، ومراقبة أي أدوية يتناولها -مهما كانت-.
- شغل وقت فراغ المراهق: يساعد شغل وقت فراغ المراهق على تقليل فرص تواجده بمفرده والتفكير بالانتحار؛ وذلك من خلال ممارسة الرياضة، والهوايات المفضلة لديه.
- تعزيز ثقة المراهق بنفسه: في هذه المرحلة يحتاج المراهق إلى تعزيز ثقته في نفسه، وشعوره بذاته وأهميته، كذلك يجب عدم احباطه أو جعله يشعر بأنه فاشل حتى وإن كانت قدراته ضعيفة، بل يجب العمل على تنميتها، ومساعدته على تطوير نفسه.
- اتباع نظام غذائي متزن وصحي للمراهق: من الأمور الهامة التي يجب الانتباه لها هي تغذية المراهق جيدًا؛ لأنه أمر ضروري لتعزيز صحته العقلية، والتأكد من تناوله قدر كاف من الطعام.
- تجنب النزاعات الزوجية أمام المراهق: يجب أن يفكر الأب والأم في نفسية أبنائهم، ويتجنبوا أي خلافات أمامهم حتى لا يؤثر الأمر في حالتهم النفسية، وإذا كان الأبوان منفصلين فيجب أن تسود بينهما علاقة قائمة على المودة والاحترام، وأن يتعاونوا على تربية الأبناء بطريقةٍ جيدة.
- مساعدة الابن على تنمية مهاراته: يملك كل شخص مهارات ومواهب تميزه، ولا يشترط أن يكون متفوق دراسيًا، بل يمكن أن يكون غير متوفق في دراسته، لكنه موهوب في أمور أخرى تحتاج إلى تنميتها ودعمها.
متى تستلزم حالة المراهق استشارة الطبيب المختص؟
يجب زيارة الطبيب المختص على الفور في الحالات التالية:
- شعور المراهق بالاكتئاب، أو الخوف، أو القلق، أو الغضب المبالغ فيه تجاه نفسه أو الآخرين.
- سماع المراهق أصوات لا يسمعها الآخرون.
- -كذلك- رؤية أشياء لا يراها الآخرون.
- عدم القدرة على النوم أو الأكل مدة 3 أيام متتالية.
- ظهور سلوك مقلق من المراهق للأصدقاء، أو العائلة، أو المعلمين في المدرسة؛ إذ يمكن أن يُعبر معارف المراهق عن قلقهم بشأن هذا السلوك، ويطلبون المساعدة من الأهل.
- التعبير عن أفكار انتحارية، أو خطة انتحارية، أو التحدث عن وسائل لتنفيذ هذه الخطة.
كيف يمكن علاج المراهق ليتخطى الأفكار والسلوكيات الانتحارية؟
يعتمد علاج انتحار المراهقين على الأعراض، وعمر المراهق، والصحة العامة، بالإضافة إلى مدى خطورة الحالة؛ إذ يبدأ العلاج بتقييم الأحداث المختلفة في حياة المراهق خلال الفترة التي سبقت ظهور السلوكيات الانتحارية، وقد يتضمن العلاج ما يأتي:
- العلاج النفسي السلوكي.
- العلاج النفسي الأسري: إذ يلعب الوالدان دورًا حيويًا في العلاج.
- الإقامة في المستشفى -إذا لزم الأمر-: إذ يوضع المراهق في بيئة آمنة، خاضعة للإشراف.
- متابعة المراهق باستمرار: وذلك لضمان وصوله للتعافي التام؛ إذ لا ينتهي العلاج عند خروج المراهق من المستشفى، فقد تشمل المتابعة العلاج السلوكي، والعلاج الأسري، والأدوية.
ختامًا .. تمثـّل ظاهرة انتحار المراهقين ظاهرة شائعة خاصةً في الآونة الأخيرة بين المراهقين؛ بسبب انتشار المشكلات الاجتماعية، والاقتصادية، واختلاف أفكار الشباب؛ لذلك يجب توعية الأهل -دائمًا- بمشكلات الشباب والعلامات التحذيرية للانتحار؛ لملاحظة أيّ تغيّر يحدث على أبنائهم، وحمايتهم من هذه الأفكار.
تعليقات