fbpx

ورم الظهارة المتوسطة | أعراضه، وأسبابه، وعلاجه

الخلية في أجسادنا كلبنة في مبنى ضخم معقد جوانبه، وأعضاء الجسم كالقلب، والكلى، والكبد عبارة عن مجموعة كبيرة من الخلايا حتى الغلاف الذي يحيط بتلك الأعضاء عبارة عن خلايا، ولكن لكي تبقى الخلايا تؤدي دورها المخصص لها -ليبقى الجسد صحيًا خاليًا من الأمراض- لابد لها من أوامر تنفذها؛ لأجل ذلك يأتي دور شريط الحمض النووي الموجود في نواة تلك الخلايا الذي يخزن عليه كل المعلومات الخاصة بالخلية على هيئة جينات، ومن ضمن هذه المعلومات: متى تنقسم الخلية؟ ومتى يتوقف هذا الانقسام؟ والتي إذا حدث خلل أو تغير في هذه المعلومات أو الجينات يخرج انقسام الخلية ونموها عن السيطرة، وتصبح الخلايا الجديدة ضارة للجسم هنا يسبب السرطان؛ لذلك في هذا المقال سوف نتحدث عن نوع خطير جدًا من السرطان أو الأورام؛ ألا وهو: ورم الظهارة المتوسطة.

ورم الظهارة

محتويات المقال:

ما الورم الظهاري؟

   ورم الظهارة المتوسطة هو نوع من السرطان الذي يصيب خلايا الغلاف، والذي يحيط بأعضاء الجسم كالقلب الذي يحيط به غشاء التامور(pericardium)، والرئة التي يحيط بها غشاء الجنب(pleura)، وأعضاء التجويف البطني التي يغلفه غشاء الصفاق(peritonum)، والخصيتين اللتان يحيط بهما غشاء المعطف المهبلي(tunica vaginalis)، كما يسمي ورم الظهارة المتوسطة باسم الغلاف الذي نشأ أو وُجد فيه، على سبيل المثال: إذا وجد الورم في غشاء الجنب ففي هذه الحالة يسمى بورم المتوسطة الجنبي الذي يعتبر أكثر أنواع ورم الظهارة المتوسطة شيوعًا.

ما أسباب مرض الظهارة المتوسطة؟

    بدراسة الحالات التي تم تشخيصها بورم الظهارة المتوسطة وجد عدة عوامل وأسباب مشتركة بينهما، منها:

التعرض لمادة الأسبستوس

    الأسبستوس عبارة عن مجموعة من المعادن التي تتكون من ألياف قوية تمتاز بقدرتها على عزل الحرارة والكهرباء، ولا يمكن كسرها بسهولة؛ لذلك استخدمت قديمًا في صناعة العوازل، والفرامل، وبلاط الأرضيات قبل حظر استخدامها في عام ١٩٩٩، وذلك لأن هذه المادة إذا تعرضت للكسر أو التلف فإنه ينتج عن ذلك ألياف تتطاير في الهواء، وإذا تم استنشاقها ودخلت إلى الرئة أو المعدة فإنه يسبب التهاب، والذي بمرور الوقت يؤدي إلى ورم الظهارة المتوسطة؛ لذا فالأشخاص الأكثر عرضةً لورم الظهارة المتوسطة، هم مَن:

  • يتعاملون مباشرةً مع مادة الأسبستوس.
  • يسكنون مع أشخاص يتعرضون مباشرةً لمادة الأسبستوس، وذلك لقدرة ألياف هذه المادة على البقاء على الشعر والملابس.
  • الأشخاص الذين يتواجدون بالقرب من مناجم الأسبستوس أو قرب مناطق صناعة السفن.
  • الأشخاص الذين يسكنون في منازل قديمة بها مواد مصنوعة من الأسبستوس التي قد أصابها التلف، ومن أمثلة هذه المواد: ألواح التسقيف، وأنابيب المياه، والفرامل، وبعض أنواع بلاط الأرضيات.

أسباب وراثية

    قد يكون الشخص لديه تاريخ مرضي بهذا المرض أو بعض الجينات التي قد تساعد في ظهور المرض بشكل أكبر من الآخرين الذين لا يوجد لديهم هذه العوامل.

العلاج الإشعاعي

    قد يؤدي التعرض لجرعات عالية من الإشعاع على منطقة الصدر إلى الإصابة بمرض الظهارة المتوسطة.  

ما أعراض ورم الظهارة المتوسطة؟

   تختلف أعراض ورم الظهارة المتوسطة باختلاف المكان الذي يوجد به الورم، فإذا كان الورم في الغشاء حول الرئة أو ما يعرف بورم المتوسطة الجنبي فإن أعراضه تظهر على هيئة:

  • صعوبة في التنفس.
  • ضيق في التنفس.
  • سعال مؤلم.
  • تجمع السوائل حول الرئة؛ مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس.
  • صعوبة البلع.
  • أطراف أصابع متعرجة.
  • حمى وعرق خاصةً في الليل.
  • إرهاق شديد. 
  • فقدان الشهية، ونزول وزن غير معروف سببه.
  • وجود بعض التكتلات تحت الجلد في منطقة الصدر.

أما إذا كان الورم في غشاء الصفاق الذي يحيط تجويف البطن أو الذي يعرف بورم البطن، وأعراضه تشمل:

  • تجمع السوائل في التجويف البطني.
  • إرهاق شديد.
  • إمساك وانسداد معوي.
  • ألم عادةً ما يكون في جميع أنحاء البطن، وقليلًا ما يكون بمنطقة محددة بالبطن.
  • ضعف الشهية وفقدان للوزن غير مبرر.
  • غثيان وقيء.
  • وجود بعض التكتلات تحت الجلد في منطقة البطن.

نرجو التنويه أنه بوجود أي من هذه الأعراض يثبت وجود المرض، فعملية تشخيص ورم الظهارة المتوسطة معقد ويحتاج إلى العديد من الفحوصات والأشعة؛ لذلك عزيزي القارئ إذا شعرت بأي عرض مرضي جديد بشكل دائم فلابد من زيارة الطبيب؛ لتوجيهك إلى الطريق الصحيح.

الظهارة المتوسطة

ما طرق تشخيص ورم الظهارة المتوسطة؟

   تتعدد طرق تشخيص ورم الظهارة المتوسطة وذلك من أجل تحديد مكان الورم، وتحديد في أي مرحلة من مراحل ورم الظهارة المتوسطة يوجد الورم؛ بمعنى هل الورم موجود بمنطقة محددة أم أنه انتقل إلى أجزاء أخرى في الجسم؟ ومن أهم طرق التشخيص:

  1. أخذ التاريخ المرضي، وأخذ بعض المعلومات عن العوامل والأسباب المحفزة للإصابة.
  2. الفحص البدني، وفحص الأعراض الغريبة بالجسم.
  3. الفحص بأجهزة الأشعة، مثل:
  • الأشعة السينية(X ray).
  • الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب(CT scan): وفيه يقوم الجهاز بأخذ عدة صور بالأشعة السينية؛ مما يتيح صور أكثر دقة للجزء المراد فحصه.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي(MRI): أيضًا يتيح إمكانية أخذ صور أكثر دقة للعضو، وبالتالي سهولة التعرف على مكان الورم بدقة عالية.
  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني(PET): يتم حقن المريض بمادة مشعة التي يتم امتصاصها عن طريق الجسم، فخلايا الورم تمتص كمية أكبر من هذه المادة فتظهر بصورة ألمع من الخلايا السليمة.

4. التشخيص النسيجي (biopsy): عن طريق أخذ عينة من أنسجة الورم لفحصها تحت الميكروسكوب، ويتم عن طريق:

  • بذل جزء من السوائل المتجمعة في البطن أو الرئة: وذلك بإدخال سن إبرة وسحب تلك السوائل؛ بهدف تخفيف الضغط على الرئة والبطن، وأيضًا إذا وجدت بعض الخلايا به تؤخذ ويتم تحليلها.
  • منظار البطن ومنظار الرئة: وذلك عن طريق فتحة صغيرة عبر الجلد يتم إدخال أنبوب طويل به كاميرا؛ لاستكشاف ما بداخل البطن والرئة، وأيضًا مزود بأدوات تمكّن الطبيب من أخذ عينة من الخلايا السرطانية.
  • إذا كان التشخيص يحتاج جزء أكبر من أنسجة الورم لإثبات التشخيص فإن الطبيب يلجأ إلى إجراء عملية جراحية لأخذ هذه الأنسجة.
الظهارة المتوسطة
الظهارة المتوسطة

         (أشعة سينية للصدر)  لشخص سليم.                                         (أشعة سينية للبطن) لشخص سليم 

الظهارة المتوسطة

                          التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)

ما طرق علاج ورم الظهارة المتوسطة؟

    يضع الطبيب المختص خطة العلاج تبعًا للحالة الصحية للشخص، ومكان الورم، ومرحلته التي تعني هل اقتصر وجود الورم في منطقة محددة أم انتقل إلى أماكن أخرى بالجسم؟ ومن أهم العلاجات التي تستخدم في حالات ورم الظهارة المتوسطة على اختلاف أنواعه، هي: 

1- العلاج الكيماوي

   هو عبارة عن أدوية يتم وصفها إما عن طريق الفم علي هيئة أقراص أو حقن لتذهب في مجرى الدم، وتعمل على قتل الخلايا السرطانية أو تقليص حجمها ومنعها من الانتشار إلى أعضاء أخرى.

2- العلاج الإشعاعي

   هو عبارة عن استخدام أشعة عالية الطاقة، وتوجيهها إلى منطقة الورم أو حقن مواد مشعة داخل الجسم عن طريق الأوردة، وذلك من أجل توجيهها إلى منطقة محددة بالجسم، ويساعد العلاج الإشعاعي على قتل الخلايا السرطانية أو منعها من النمو والانتشار.

3- العلاج المناعي

   أدوية تعطى من أجل تنشيط الجهاز المناعي ومساعدته في التعرف على الخلايا السرطانية ومن ثم القضاء عليها، حيث أن الخلايا السرطانية قادرة على جعل الجهاز المناعي غير قادر على التعرف عليها، ويستخدم هذا الخيار إذا انتشر الورم وأصبح غير ممكن استئصاله بالجراحة.

4- العمليات الجراحية

   يستخدم الطبيب هذا الخيار من أجل استئصال الورم، ويختلف هذا الإجراء تبعًا لمكان الورم حيث:

  • في حالة ورم المتوسطة الجنبي: يتم إزالة غشاء الجنب أو إزالته مع جزء من الرئة التي انتقل إليها الورم، أو حقن بعض الأدوية في غشاء الجنب وجعل طرفيه متلاصقين؛ وذلك لمنع تجمع السوائل به. 
  • ويأتي علاج ورم البطن بالجراحة على هيئة استئصال الورم: وبعد ذلك يوضع عليه العلاج الكيماوي المسخن؛ للقضاء على كل الخلايا السرطانية المتبقية، وتسمى هذه العملية بالعلاج الكيميائي عالي الحرارة داخل الصفاق.

ونريد أن نلفت انتباهك عزيزي القارئ إلى أن هذا الورم لا يظهر إلا في مراحل متقدمة جدًا تبلغ 20-50 عامًا بعد التعرض للأسبستوس؛ لذلك نسبة الشفاء من سرطان الميثوثليوما ضعيف، لكن هذه العلاجات تخفف من حدة هذه الأعراض، وتحسن من جودة الحياة.

   وختامًا عزيزي القارئ؛ فقد تحدثنا في هذا المقال عن ورم الظهارة المتوسطة، وأسبابه، وأعراضه، وطرق تشخيصه، والعلاجات المستخدمة في علاجه؛ لذلك نرجو منك عزيزي القارئ إذا كان لديك سؤال لم يجب عنه في هذا المقال أن تراسلنا على موقع صحة سكاي، الذي يقدم خدمة تقديم المشورة الطبية بالمجان، كما ننوه إلى أنه إذا شعرت بأي أعراض غير معتاد عليهاأن تستشير طبيبك المختص؛ دمتم بخير.

محتويات ذات صلة قد تهمك

  1. كل ما تود معرفته عن سرطان الرئة …..الأسباب والعلاج.
  2. ما هي عملية زراعة الرئة وما دواعي إجرائها.
  3. الأشعة السينية…ما لها وما عليها.
  4. ما هو العلاج الكيماوي.

تعليقات