الحالة النفسية للأم في الشهور الأولى
تسعد كل امراة بتلقي خبر حملها إذ تغمرها السعادة الشديدة، وتزداد هذه السعادة كلما يكبر الجنين داخلها، لكن هذه السعادة يخلطها مشاعر خوف وقلق على جنينها، والخوف من صعوبات الحمل، وتحمل مسؤلية طفل بعد الولادة، كل هذه المشاعر والأفكار تشغل بال كل حامل وتسيطر عليها غير إن تغيّر الهرمونات يزيد من تقلباتها المزاجية، من المهم أن تفهم كل حامل وكل زوج الحالة النفسية للأم في الشهور الأولى أثناء الحمل، وطرق التعامل معها.
محتويات المقال:
- ما سبب تغيّر الحياة النفسية للأم في الشهور الأولى أثناء الحمل؟
- ما التغيّرات النفسية التي تحدث للأم في الثلث الأول من الحمل؟
- هل الحزن يؤثر على الجنين في الشهور الاولى؟
- العوامل التي تزيد من احتمالية حدوث تغيّرات في نفسية الحامل
- كيفية التعامل مع التقلبات المزاجية للحامل في الشهور الأولى من الحمل
- ما الأشياء الممنوعة على الحامل في الأشهر الأولى من الحمل؟
- متى يجب زيارة الطبيب؛ للتغلب على التغيّرات النفسية التي تحدث في الحمل؟
ما سبب تغيّر الحياة النفسية للأم في الشهور الأولى أثناء الحمل؟
تسبب الهرمونات في أثناء الحمل تقلبات مزاجية ملحوظة، والتغير السريع في الهرمونات هو السبب الأساسي للتقلبات المزاجية في أثناء الحمل -خاصةً هرموني: الإستروجين، والبروجسترون-؛ إذ ترتفع نسبتهم في الجسم خلال الأسابيع 12 الأولى من الحمل.
- يرتبط هرمون الإستروجين بالسيروتونين والمعروف باسم هرمون السعادة، وهو أحد المواد الكيميائية الموجودة في المخ، وعند حدوث أي تغيّر في هذا الناقل العصبي يسبب خلل عاطفي؛ لذا يرتبط الشعور بالقلق والتوتر بتغيرات هرمون الإستروجين.
- يرتبط -أيضًا- هرمون البروجسترون بالاسترخاء، لكن قد يسبب الاسترخاء الشديد الشعور بالتعب والحزن.
- تشعر النساء التي عانت من الإجهاض أو العقم بالقلق من فقد الحمل؛ خاصةً خلال الثلث الأول من الحمل.
ما التغيّرات النفسية التي تحدث للأم في الثلث الأول من الحمل؟
عادةً ما تكون التغيرات النفسية في الثلث الأول من الحمل واضحة ولكنها مهمة، وتشمل التغيرات النفسية التي تحدث للحامل في الشهور الأولى من الحمل ما يلي:
- الخوف من حدوث الإجهاض: إذ يستحوذ على بعض الحوامل الجدد الشعور بالقلق والخوف من فقدان طفلها الأول؛ خاصةً النساء التي عانت من تأخر الحمل مدة طويلة؛ لأن خطر الإجهاض يشكل حوالي 20% في الثلث الأول من الحمل؛ مما يسبب أثر على نفسية الحامل في الشهور الأولى من الحمل.
- زيادة المشاعر خلال الشهور الأولى من الحمل: إذ تبدأ الحامل بتغيّر حالتها النفسية سريعًا، مثل: تتضخم بعض المشاعر التي لم تكن الحامل تتأثر بها قبل الحمل، كما قد يساهم ارتفاع مستوى الإجهاد في حياة الحامل في حدوث الغثيان والقيء.
يمكن أن تكون التغيّرات التي تحدث في الحالة النفسية للحامل في الشهور الأولى أكثر وضوحًا في بعض الحوامل من غيرهن؛ ويرجع ذلك إلى شخصية المرأة، ونوع الإجهاد الذي تعانيه، والدعم العاطفي الذي تتلقاه، هذا بالإضافة إلى التغيّرات الهرمونية التي تمر بها في أثناء هذه الفترة من الحمل.
هل الحزن يؤثر على الجنين في الشهور الاولى؟
يتأثر الجنين داخل رحم الأم بكل ما تتعرض له الأم من مشاعر وعواطف، فعندما تشعر الأم بالسعادة والهدوء فإن الجنين ينمو في بيئة هادئة وسعيدة، وتؤدي -أيضًا- العواطف، مثل: التوتر، والقلق إلى اضطرابات معينة في بعض الهرمونات في الجسم والتي تؤثر على نمو جسم الطفل وتطور الدماغ، كما قد تؤدي الضغوطات النفسية الشديدة -أيضًا- في أثناء مدة الحمل إلى ارتفاع ضغط الدم والذي بدوره يؤدي إلى عدم اكتمال نمو الطفل وانخفاض الوزن عند الولادة.
أثبتت بعض التجارب أن الضغط النفسي والحزن قد يضعف جهاز المناعة لدى الطفل ويقلل قدرته على مقاومة مسببات الأمراض؛ لذا يجب السيطرة على هذه المشاعر ومحاولة تجاوزها؛ لضمان صحة نمو الجنين وتطوره.
العوامل التي تزيد من احتمالية حدوث تغيّرات في نفسية الحامل
توجد بعض العوامل التي قد تزيد من خطر حدوث تغيرات في نفسية الحامل، والتي تتمثل فيما يلي:
- إصابة المرأة الحامل بمشكلات عقلية ونفسية سابقة.
- شعور الحامل بعدم الحصول على الدعم النفسي الكافي.
- المرور بمشكلات في العلاقات الاجتماعية.
عند وجود أحد هذه العوامل يجب الحرص على الاهتمام بنفسية الحامل، كذلك الحرص على عدم تفاقم هذه التغيرات النفسية للحامل.
كيفية التعامل مع التقلبات المزاجية للحامل في الشهور الأولى من الحمل
لابد للحامل معرفة كيفية التعامل مع التقلبات المزاجية التي تحدث لها في الشهور الأولى، والتي تتمثل فيما يلي:
- الحصول على قسط كافي من النوم؛ لأن في بداية الحمل يحتاج الجسم إلى مزيد من النوم والراحة أكثر من أي وقت آخر.
- ممارسة الاسترخاء من خلال تمارين اليوغا والتأمل.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام بعد استشارة الطبيب المختص.
- تناول نظام غذائي صحي متوازن.
- قضاء بعض الوقت مع الزوج وأفراد العائلة.
- ممارسة رياضة المشي بانتظام.
- محاولة الحصول على تدليك للجسم للاسترخاء.
- تجنب عدم القيام بكثير من التغييرات في هذه المرحلة، مثل: الانتقال إلى منزل جديد أو تغيير الوظائف.
- التقليل من التوتر النفسي من خلال إجراء الاتصالات واللقاءات مع الأمهات الحوامل؛ ليقمن بدعم بعضهم البعض.
- اصطحاب الزوج أو صديقة مقربة في أثناء زيارة الطبيب خاصةً عند إجراء فحص السونار؛ لأن ذلك يساعد على الدعم النفسي للحامل.
ما الأشياء الممنوعة على الحامل في الأشهر الأولى من الحمل؟
توجد بعض الأشياء التي يُمنع على الحامل فعلها في الأشهر الأولى من الحمل، والتي تتمثل فيما يلي:
- التعرض للانفعال والضغط النفسي.
- زيادة الوزن بصورة كبيرة.
- القيام بالأعمال المنزلية الشاقة.
- الحركات المفاجئة وممارسة الرياضة العنيفة.
- التدخين أو التعرض للتدخين السلبي؛ لأن التدخين يمنع وصول الأكسجين إلى الجنين، كما ينقل إليه المواد الكيميائية السامة التي قد تعرض الحامل إلى الإجهاض.
- التعرض للأشعة السينية أو الأشعة تحت الحمراء؛ لأن التعرض لبعض الأشعة يسبب تشوهات الجنين.
- التعرض للملوثات في البيئة المحيطة، مثل: منتجات التنظيف، ومواد الطلاء.
- تناول أي أدوية في أثناء فترة الحمل؛ لأن الأدوية يمكن أن تنتقل إلى الجنين من خلال المشيمة، وتسبب بعض المخاطر الصحية للجنين.
- الاستحمام في أحواض المياه الساخنة أو حمامات الساونا؛ لأن درجة الحرارة المستخدمة قد تزيد من درجة حرارة الجنين وتعرضه للإجهاض.
- تناول كميات كبيرة من الكافيين؛ لذلك يجب ألا تزيد الحامل عن فنجان قهوة واحد يوميًا؛ لأن أكثر من ذلك يزيد من خطر الإجهاض.
- السفر أو التنقل لمسافات طويلة؛ يفضل عدم سفر الحامل خلال الأسابيع الـ12 الأول من الحمل؛ لأن السفر يزيد من خطر التعرض للإجهاض.
- تجنب الأطعمة التي يمكن أن تحتوي على البكتيريا والطفيليات، مثل: اللحوم غير المطبوخة جيدًا، أو الجبن الطري غير المبستر، والسوشي، والأطعمة التي تحتوي على البيض النيء.
متى يجب زيارة الطبيب؛ للتغلب على التغيّرات النفسية التي تحدث في الحمل؟
تحتاج الحامل للمساعدة؛ لتجاوز مدة الحمل خاصةً عند حدوث تغيرات نفسية، فيجب زيارة الطبيب المختص في الحالات الآتية:
- عند شعور الحامل بالحزن أو القلق المستمر مدة تزيد عن أسبوعين؛ لأن نفسية الحامل تؤثر على الجنين.
- إذا بدأت الأفكار السلبية تؤثر على قدرة الحامل على القيام بعملها.
- عند ظهور علامات الاكتئاب، مثل: فقدان الاهتمام، والشغف، والشعور باليأس/ وعدم القدرة على التكيّف.
- حدوث نوبات هلع أو الوسواس القهري.
ختامًا؛ لا تقلّ الحالة النفسية للحامل أهمية عن الحالة الجسدية؛ لذا فإن الحالة النفسية للأم في الشهور الأولى أثناء الحمل لابد أن تؤخذ في الاعتبار؛ لأنها تتعرض إلى الشعور بالقلق والتوتر -خاصةً إذا كان حملها الأول-، فلا تقلقي -عزيزتي- فهذا الأمر طبيعي، لكن عليك التحدث إلى الطبيب إذا استمرت هذه المشاعر الصعبة مدة طويلة.
يمكنك -أيضًا- الاطلاع على
تعليقات