الارتجاج | دليلك الشامل
تمثل الجمجمة الصندوق العظمي الذي يحمي الدماغ وذلك عن طريق حفظه مُحاوطًا في السائل الشوكي الذي يقوم بتوسيدها وامتصاص الصدمات، لكن في حال تعرض الرأس لإصابة شديدة كفايةً كي تؤدي إلى تحريك الدماغ داخل الجمجمة واصطدامه بأحد جوانبها؛ ناجمًا عنه إصابة الدماغ بكدمات وتلف الأوعية الدموية مؤثرًا مؤقتًا على عمله مما يعرف باسم “الارتجاج”؛ لذا دعنا نتعرف في هذا المقال على ماهيته، وأسبابه، وأنواعه، وكيفية علاجه بشكلٍ تفصيلي.
محتويات المقال:
- ما الارتجاج؟
- أسباب الارتجاج
- أنواع ارتجاج المخ
- ما أعراض الارتجاج؟
- متلازمة ما بعد الارتجاج
- ما خطورة الارتجاج؟
- تشخيص الارتجاج
- علاج الارتجاج
- أساليب الوقاية من الإصابة بالارتجاج
- مقترحات القراءة
ما الارتجاج؟
الارتجاج أو ما يعرف باسم “Concussion” هوعبارة عن إصابة دماغية قد تنتج عن ضربة قوية في الرأس أو الهز العنيف لها، وعادةً ما تؤثر -مؤقتًا- على وظائف المخ من التفكير أو الوعي.
ليست كل إصابة للدماغ تعد ارتجاج، لكن هناك أعراض ملحوظة لا يجب تجاهلها كالصداع، وفقدان التوازن، والذاكرة، والتركيز وحتى فقدان الوعي.
أسباب الارتجاج
لقد ذكرنا أنه ليس كل إصابة في الرأس تؤدي للارتجاجات، لكن سرعة حركة الدماغ المفاجئة أو بطئها هي ما تؤدي للارتجاج؛ لذلك تعددت أسباب الارتجاج كما أنها تختلف درجة تأثيرها تبعًا لشدة الإصابة، كذلك اختلاف النوع، والعُمر، أيضًا النشاط، ومن ضمن هذه الأسباب:
- السقوط: حيث يعد السبب الأكثر شيوعًا خاصةً لكبار السن والأطفال.
- ممارسة رياضة: تعد ممارسة الرياضة بدون استخدام معدات السلامة المناسبة أحد الأسباب التي تعرض الدماغ لحدوث ارتجاج.
- التعرض للضرب: سواء كان بأداة ما أو بأي شكل من أشكال الإساءة الجسدية.
- التعرض للحوادث: كالانفجارات، وحوادث السيارات والدراجات الهوائية أو النارية،.. وغيرها من الحوادث التي تسبب إصابة الرأس.
أنواع ارتجاج المخ
تنقسم أنواع ارتجاج المخ حسب الأعراض المصاحبه له إلى:
- ارتجاج الدرجة الأولى: هذا النوع خفيف الشدة، وبناءً عليه يكون مصاحبًا لبعض الأعراض لمدة لا تتعدى 15 دقيقة دون فقدان الوعي.
- ارتجاج الدرجة الثانية: يكون هذا النوع متوسط الشدة، وتستمر به بعض الأعراض لما يزيد عن 15 دقيقة لكن من دون فقدان الوعي.
- ارتجاج الدرجة الثالثة: ويعتبر هذا النوع الأشد حيث يفقد فيها المصاب الوعي أحيانًا لفترة لا تتخطى الثوان.
ما أعراض الارتجاج؟
تؤثر الارتجاجات على العديد من الجوانب، فقد تنوّعت ظهور أعراض الارتجاج المختلفة على المصاب كالتالي:
- الأعراض الجسدية:
- الصداع: هو أكثر الأعراض شيوعًا.
- الشعور بالدوار: هو أبرز الأعراض المصاحبة بعد الإصابة بالارتجاج، وعادةً ما يختفي تلقاء نفسه خلال بضعة أيام إلى أسابيع.
- طنين الأذن وعدم تحمل الأصوات العالية.
- حساسية العين للضوء، والشعور بصعوبة في الرؤية.
- القيء و الغثيان، وفقدان حاستي التذوق والشم.
- الأعراض العاطفية:
- التوتر والقلق والارتباك.
- التقلبات المزاجية.
- سرعة الانفعال.
- تغير في الطباع والذي قد يصل إلى الاكتئاب الحاد.
- الشعور بالتعب والإرهاق نتيجة المعاناة من اضطرابات النوم.
- الأعراض الذهنية:
- فقدان الوعي لمدة زمنية: ليس صحيحًا أنه دائم المصاحبة للارتجاج؛ لذلك فإنه قد لا يصيب البعض.
- الشعور بالدوخة والترنّح وفقد الاتزان.
- الصعوبة في التركيز والانتباه.
- تداخل في الكلام وتأخُّر الرد على الأسئلة.
- امتلاك ذاكرة قصيرة تظهر في المعاناة في صعوبة إدراك ما حدث قبل الإصابة.
بعض هذه الأعراض تظهر مصاحبةً للإصابة لثوانٍ فقط أو قد تستمر لمدة أطول، والبعض الآخر من الأعراض لا يظهر على الفور بل قد يستغرق أيامًا أو أسابيع بعد الإصابة.
متلازمة ما بعد الارتجاج
نطلق على استمرار الأعراض الخفيفة المصاحبة للإصابة بالارتجاج، مثل: (الصداع، والدوخة، وصعوبة التركيز، واضطرابات الذاكرة) لفترة أطول من المتوقع بعد الإصابة والتي قد تمتد من أسابيع إلى أشهر مصطلح “متلازمة ما بعد الارتجاج”.
ما خطورة الارتجاج؟
عادةً ما يكون تأثير هذه الإصابات على وظائف الدماغ لفترة قصيرة مؤلمة، لكن معظمها لا يهدد الحياة، وفي بعض الأحيان قد تحمل الارتجاجات بعض المخاطر على الدماغ، منها:
- وجود كدمات بالرأس.
- تلف الأوعية الدموية وإصابة الأعصاب.
- الإصابة بنزيف داخل الدماغ أو حوله، وأحيانًا ما قد يكون مثل هذا النزيف مميتًا.
- في حالة الاصطدام الشديد قد يؤدي لانكسار جزء من عظام الجمجمة؛ مما يؤذي أنسجة الدماغ، وبالتالي تزداد إمكانية التأثير على المراكز الحيوية.
- خطر الإصابة بالخرف خاصةً لكبار السن.
- قد يتسبب بالغيبوبة.
تشخيص الارتجاج
عادةً ما يتعافى تمامًا معظم الأشخاص الذين يعانون من الارتجاجات من خلال العلاج المناسب، لكن نظرًا لأن بعض إصابات الارتجاج خطيرةفإنه يفضل الفحص وتشخيص الارتجاج بعد الإصابة؛ للتأكد من خطورته أو عدمه.
سيسأل الأطباء عن كيفية حدوث الإصابة ويناقشون الأعراض، وقد تتعرض للأسئلة البسيطة، مثل “ما اسمك؟”، “أين تعيش؟”، هي بسيطة لكنها مهمة لتقييم مهارات الذاكرة والتركيز، واختبار التنسيق وردود الفعل، وجميعهم من وظائف الجهاز العصبي المركزي.
كذلك قد تخضع -أيضًا- لإجراء فحص بالأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي؛ لتقييم ما إذا كانت الإصابة خطيرة أم لا، كذلك استبعاد الإصابة بنزيف أو كدمات بالدماغ.
علاج الارتجاج
يختلف تقديم العلاجات للشخص المصاب حسب شدة الأعراض، لكن في الغالب يسهل علاج الارتجاجات البسيطة في المنزل بالأساليب الطبية المحافظة، وقد يشمل علاج الارتجاج:
- مسكنات الآلام المتاحة دون وصف الطبيب والخالية من الأسبرين.
- شرب الكثير من الماء نتيجة الجفاف الذي قد يصيب الجسم بعد القيء والغثيان.
- الحصول على قدرٍ كافٍ من الراحة.
- التقليل من استخدام الشاشات والأجهزة الإلكترونية؛ لراحة الدماغ وتقليل إجهادها.
- تجنب شرب الكحول.
- تقليل الإضاءة والإنارات؛ فقد يؤدي زياداتها لصعوبة الرؤية.
- الحذر من تكرار الارتجاجات؛ فإن له تأثيرات تراكمية وعواقب مدمرة على الدماغ.
أساليب الوقاية من الإصابة بالارتجاج
إصابة الارتجاج غير متوقعة لذلك يصعب منعها، لكن رغم ذلك من الممكن ذكر بعض النصائح عن أساليب الوقاية التي تقدم الحماية من خطر الإصابة بالارتجاج كالآتي:
- الحفاظ على ارتداء المعدات الواقية المناسبة والصحيحة قبل ممارسة الرياضة، أو ركوب الدرجات، أو أي نشاط ترفيهي قد يؤدي لإصابة الرأس.
- الحرص على ربط حزام الأمان: يحافظ على سلامة الجسد والرأس في الحوادث المرورية.
- تزويد المنزل بعناصر الراحة كالإضاءة الجيدة، والاهتمام بمعدات الأمان.
- تجنب وضع أي شيء قد يتسبب في التعثر والوقوع على الأرضيات.
- تجنب الاعتداء بالضرب على الآخرين أو الدخول في مثل هذه الشجارات.
- نشر الوعي والثقافة للآخرين بشأن الارتجاجات.
في نهاية مقالنا هذا نكون قد تداركنا بعض المعلومات عن ماهية الارتجاج، وأنواعه، وتشخيصه مع معرفة طرق الوقاية منه، متمنين لك دوام البقاء بصحة جيدة.
تعليقات