عدوى المكورات العنقودية | كل ما تود معرفته
أصابت الإنسان الكثير من الأمراض منذ بدء الخليقة، وقد جهل أسبابها وعجز عن علاجها، لكن مع تقدم العلوم واختراع الميكروسكوب تم اكتشاف كائنات حية لا ترى بالعين المجردة كانت وراء هذه الأمراض والسبب في حدوثها.
سميت هذه الكائنات بالأحياء الدقيقة وصنفت لمجموعات حسب خصائصها، كان من أهم وأكبر هذه المجموعات: مجموعة الجراثيم والتي تعد كائنات وحيدة الخلية طليعية النواة، لها عدة أشكال، منها: ما هو عصوي ومنها: ما هو مكوّر كالمكوّرات العنقودية؛ والتي تعد واحدة من أهم وأكثر الجراثيم انتشارًا؛ لذلك سنتحدث في هذا المقال عن المكورات العنقودية.. تصنيفها، وطرق العدوى بها.
محتويات المقال:
- ما تعريف المكورات العنقودية؟
- ما أنواع المكورات العنقودية؟
- كيف تتم عدوى المكورات العنقودية؟
- كيف تستطيع المكورات العنقودية التأثير على الجسم؟
- كيف تتم معالجة المكورات العنقودية؟
- اقرأ أيضًا
ما تعريف المكورات العنقودية؟
المكورات العنقودية هي جراثيم مكورة إيجابية الغرام غير متحركة وليس لها أبواغ، تحاط معظم ذراريها بمحفظة من عديدات السكاريد تحميها إلى حد ما من البلعمة، وهي مقاومة للجفاف والأوساط عالية الملوحة؛ مما يجعلها واسعة الانتشار في الطبيعة، كذلك يمكنها النمو بوجود الأكسجين أو عدمه، كما تتواجد على جلد وفوهات أنوف الأشخاص الأصحاء، ونادرًا ما تسبب لهم أمراضًا، لكن في حال استطاعتها التغلب على مناعة المضيف يمكنها أن تصبح مميتة حيث باستطاعتها أن تغزو مجرى الدم، والمفاصل، والرئتين، والقلب.
ما أنواع المكورات العنقودية؟
تقسم المكورات العنقودية إلى مجموعتين حسب قدرتها على إنتاج المخثراز، وهما:
- العنقوديات إيجابية المخثراز: تستطيع إنتاج المخثراز والنوع الوحيد منها الذي يصيب الإنسان، هو: العنقوديات الذهبية؛ وهي مسرولة عن طيف واسع من الأخماج التي تصيب الإنسان، حيث أنها تعد مرضية أكثر، وأوسعها شيوعًا.
- العنقوديات سلبية المخثراز: لا تستطيع إنتاج المخثراز، وهي على الأغلب جراثيم مطاعمة أو رمامة؛ أي يمكن أن تتواجد على الجلد أو أماكن أخرى بشكلٍ طبيعي، متعايش بها وغير ممرضة، مثل: الفلورا، لكنها يمكن أن تسبب أخماجًا في حال ضعف المناعة فهي تعد جراثيمًا انتهازية، لها أكثر من ٢٠ نوعًا كالبشروية، والحالة للدم، لكن ما يهمنا من الناحية الطبية البشروية، والرمامة.
كيف تتم عدوى المكورات العنقودية؟
بعض مصادر العدوى بالعنقوديات هي الآفات المخموجة وحملة الأصحاء خاصةً من الكادر الطبي الذي يكون على تماس مع المرضى ناقصي المناعة، حيث ذكرنا وجود المكورات العنقودية بشكلٍ طبيعي على جسم وفوهات أنف الأصحاء، كما يعد انتقالها من الحيوان للإنسان طريقًا آخر للعدوى، ويعد وجود بيئة ملوثة عاملًا سهلًا لانتقال المرض.
ومما يجب ذكره أن المكورات العنقودية تعد جراثيمًا انتهازية؛ لذلك يعد أي عامل مسبب في ضعف المناعة هو سبب في حدوث العدوى، من بعض هذه العوامل: نقص المناعة الخلطية، ونقص الأضداد والمتممة والكريات البيض، والأمراض المزمنة كداء السكري، إضافة لمرضى زرع الأعضاء الموضوعين على أدوية تثبيط المناعة.
كيف تستطيع المكورات العنقودية التأثير على الجسم؟
تملك العنقوديات تأثيرًا خطيرًا وكبيرًا على الجسم بكافة أعضائه وأجهزته، حيث يتم تركيب بروتينات سامة في الهيولى الجرثومية، ومن ثم إفرازها لتسبب أعراضًا عديدة، دعيت هذه البروتينات بالذيفانات الخارجية، وكان من أهمها:
- الذيفانات المعوية: هي بروتينات مقاومة للحرارة حيث لا يمكننا التخلص منها بالطهي أو الغلي أو بالعصارة الهاضمة، وتتسبب بأعراض الانسمامات الغذائية فيكون العرض المسيطر هو القيء، ثم يليه الإسهال المائي مع مغص وألم بطني شديد.
- الذيفانات الحالة للبشرة: تسبب حدوث انفكاك فقاعي داخل البشرة، وبالتالي حدوث فقاعات وانسلاخ وانحلال البشرة المصابة، كما تعد السبب الرئيس في حدوث متلازمة الجلد المسموط خاصةً عند الأطفال
- ذيفان متلازمة الصدمة السمية: يؤدي لزيادة كبيرة في عدد اللمفاويات التائية مؤديًا لفرط إنتاج السيتوكينات والتي بدورها تسبب ظهور الأعراض السريرية للصدمة.
- الذيفان ألفا: يملك تأثيرات عصبية مركزية قاتلة، ويخرب الأغشية مسببًا حدوث انحلال دموي، كما يمكن أن يحدث شكلًا من أشكال تنخر الجلد.
- قاتل الكريات البيضاء: يؤذي العدلات والبلاعم عن طريق إزالة الحبيبات.
كيف تتم معالجة المكورات العنقودية؟
بعد الحديث عن أنواع المكورات العنقودية وتأثيرها الخطير على الجسم لا بد من الحديث عن كيفية علاجها، وتقسم المكورات العنقودية حسب مقاومتها للصادات إلى ثلاث مجموعات:
- الذراري المقاومة للبنسلين: عندما تم اكتشاف البنسلين كانت معظم ذراري العنقوديات تستجيب له، ويتم الشفاء منها عبر مركبات البنسلين، لكن وبسبب الاستخدام الخاطئ والمفرط له طورت المكورات مقاومة للبنسلين وأصبحت قادرة على تفكيكه عن طريق إنتاج البيتا لاكتاماز؛ لذلك تم إيجاد أدوية جديدة لحل هذه المشكلة، كان من أبرزها: النافسلين، والميتسلين، إضافة لتطوير مثبطات للبنسليناز (البيتا لاكتاماز).
- الذراري المقاومة للميتسلين MRSA: فيما بعد أصبح عددًا لا بأس به من المكورات مقاومًا أيضًا للأدوية الجديدة، سميت هذه المجموعة بالمكورات المقاومة للميتسلين؛ هذا ما دفع إلى تطوير جيل جديد من الأدوية المضادة للمكورات كان الفانكومايسين من أفضل أدوية هذا الجيل، كما أمكن إضافة الجنتامايسين إليه.
- الذراري المقاومة للفانكومايسين: كان هناك نسبة ضئيلة من المكورات قاومت ضد الفانكومايسين؛ لذا كان إيجاد علاج لها صعبًا إلى حدٍّ ما فتمت المشاركة بين الكينوبرستين والدافوبرستين.
هذا كان بخصوص علاج العنقوديات المسببة لأعراض جهازية، أما بخصوص علاج المكورات العنقودية في الجلد فكما ذكرنا أن معظم ما يصيب الجلد ويسبب له أمراضًا، هي: العنقوديات البشروية، والرمامة، وتعد العنقوديات البشروية صعبة العلاج كونها متعددة المقاومة حيث أن معظمها منتج للبيتا لاكتاماز؛ لذلك يعد الفانكومايسين الدواء المختار في علاجها مع إمكانية إضافة الريفامبيسين، أما العنقوديات الرمامة فيمكن علاجها بالكينولونات، مثل: النوروفلوكساسين أو بالتريميتوبريم سلفاميتوكسازول.
هكذا مما سبق وجدنا أن المكورات العنقودية جراثيم تسبب أمراضًا خطيرة وأعراضًا مزعجة للإنسان تنال الجهاز الهضمي، والجلد، والجهاز العصبي المركزي، ومعظم أجهزة وأعضاء الجسم، وكما ذكرنا أيضًا فيما سبق كيف تتم عدوى المكورات العنقودية، وآلية تأثيرها؟ كما قد تعرفنا على الذيفانات التي تنتجها، وتأثيرها على الإنسان، وأخيرًا ذكرنا كيفية علاجها، والأدوية المستخدمة في علاج كل مجموعة من مجموعاتها.
ولا ننسى أن نذكر ضرورة عدم أخذ الصادات الحيوية بدون استشارة الطبيب، أيضًا ضرورة الالتزام بالفترة الموصى بها من قِبَله؛ لنتجنب تطوير سلالات جديدة من المكورات أو الجراثيم الأخرى لما له من خطورة على البشر وصعوبة إيجاد أدوية حديدة ناجعة تستطيع القضاء بفعالية على السلالات والذراري الجديدة.
تعليقات