fbpx

التهاب اللفافة الأخمصية | الأعراض والأسباب

التهاب اللفافة الأخمصية هو عبارة عن ألم في أسفل القدم حول العقب وقوس القدم، يحدث هذا الألم بسبب التهابٍ يصيب الشريط الليفي الثخين الموجود أسفل القدم والذي يربط عقب القدم بأصابعها، وغالبًا ما يكون هذا الألم على شكل وخز (يشعر المريض كأنه يمشي على مسمار)، أو قد يكون على شكل إحساس حارق في أسفل القدم، أو على شكل ثقل وانزعاج في القدم خاصةً عند المشي.

محتويات المقال:

قبل البدء يجب التنويه إلى خطأ شائع يقع فيه العديد من الناس وهو الخلط بين كعب القدم وعقب القدم؛ فالعقب هو مؤخرة أسفل القدم والذي ندوس عليه أثناء المشي، أما الكعب هو العظم البارز في نهاية الساق على الجانبين؛ أي أنه يوجد في كل قدم عقب واحد وكعبان (كعب أنسي، وكعب وحشي).

حقائق هامة حول التهاب اللفافة الأخمصية

إليك الآن بعض الحقائق المثيرة للاهتمام حول التهاب اللفافة الأخمصية:

  1. تقول الدراسات أن ١٠ بالمئة من الناس سيواجهون هذه المشكلة خلال فترةٍ ما من حياتهم.
  2. يعد التهاب اللفافة الأخمصية المسبب الأول لألم العقب لدى البالغين.
  3. يعد هذا المرض أكثر شيوعًا لدى النساء في منتصف العمر (ربما لأسباب هرمونية).
  4. لقد ازداد البحث في محرك غوغل عن التهاب اللفافة الأخمصية بشكلٍ مطرد خلال السنوات العشر الأخيرة.
  5. يعد التهاب اللفافة الأخمصية من الأمراض سهلة التشخيص، حيث أن أعراضه الواضحة وانتشاره الواسع يجعلان تشخيصه سهلًا حيث أن ٢٠ بالمئة من مرتادي العيادات العظمية (الذين يشتكون من ألم أسفل القدم) يُشخّصون المرض لأنفسهم قبل الدخول إلى العيادة.
  6. هناك ٧٠ بالمئة من الحالات يكون المرض لديهم أحادي الجانب (يؤثر على قدم واحدة)، أما الثلاثون بالمئة المتبقية من الحالات يكون ثنائي الجانب (يؤثر على القدمين معًا) وذلك عند وجود عامل جهازي مؤهب للمرض (مثل: نقص الكلس، أو نقص فيتامين دال).
التهاب اللفافة الأخمصية

ما سبب التهاب اللفافة الأخمصية؟

في الواقع السبب المباشر لحدوث التهاب اللفافة الأخمصية لا يزال غامضًا وغير مفهوم بشكلٍ كامل، لكن توجد مؤهبات تزيد احتمالية حدوث الالتهاب، ألا وهي:

  1. التقدم بالعمر: أكثر ما يُشاهد هذا المرض في الأعمار فوق الأربعين أو فوق الستين عامًا.
  2. السمنة: حيث يكون المرض أكثر شيوعًا لدى الأشخاص ذوي الوزن الزائد بسبب الثقل الكبير المطبق على أقدامهم.
  3. رضوض أسفل القدم: قد يحدث هذا الالتهاب بعد التواء اللفافة أو إصابتها بردّ أو تعرضها لضغط شديد ومتواصل؛ مما يسبب تمددها و إصابتها بتمزقات صغيرة، قد تتوسع هذه التمزقات فيما بعد فتسبب تهيج اللفافة والتهابها.
  4. ارتداء بعض أنواع الأحذية: ذات الأرضية الصلبة وغير المرنة كأحذية الكعب العالي،.. وغيرها.
  5. ممارسة رياضات معينة: حيث يزداد خطر الإصابة لدى عدّائي المسافات الطويلة، وراقصي الباليه، وممارسي تمارين الآيروبيك،.. وبعض الرياضات الأخرى التي تسبب إجهادًا لأخمص القدم.

ما أعراض التهاب اللفافة الأخمصية؟

هناك العرض النموذجي والأكثر بروزًا للمرض، ألا وهو: ألم طاعن أو واخز في أسفل القدم خصوصًا في عقب القدم، وعادةً ما يكون الألم أسوأ ما يمكن مع أول خطوة يخطوها المريض بعد استيقاظه من النوم، إلا أنه قد يخف الألم أو يزول خلال النهار بعد الحركة، لكنه يعاود الظهور عند الوقوف لفتراتٍ طويلة، أو النهوض بعد الراحة، كما توجد علامة هامة جدًّا لالتهاب اللفافة الأخمصية، ألا وهي: أن المريض يجد صعوبة بالغة عندما يحاول الوقوف على رؤوس أصابعه بسبب الألم الشديد، وتعد هذه العلامة إلى حدٍ ما علامة واسمة لالتهاب اللفافة الأخمصية.

ما علاج التهاب اللفافة الأخمصية؟

العلاج الدوائي

لعلاج التهاب اللفافة الأخمصية يبدأ الأطباء عادةً بتطبيق العلاج المحافظ (علاج دوائي + تغيير نمط الحياة)، على سبيل المثال: وضع كمادات الثلج على المنطقة المصابة، والابتعاد عن النشاطات والتمارين التي تسبب تفاقم الألم، وبالنسبة للأدوية فيمكن الاعتماد على المسكنات المعروفة والتي لا تتطلب حتى وصفة طبية للحصول عليها، مثل: الإيبوبروفين، ونابروكسين الصوديوم، بالإضافة إلى الأدوية الحاوية على الكلس، وفيتامين دال، وB complix.

العلاج الفيزيائي

يمكن أيضًا اللجوء إلى العلاج الفيزيائي؛ لتخفيف الأعراض حيث أن المعالج الفيزيائي يمكنه أن يعطيك تمارين محددة؛ لتمديد اللفافة الأخمصية والأوتا في أسفل القدم، بالإضافة إلى تقوية العضلات الموجودة في الساق والقدم، كذلك قد يساعد وضع جبائر أثناء الليل على تثبيت اللفافة الأخمصية ووتر أكيليس بوضعية تطويل أو تمديد؛ مما يسهم في تخفيف الأعراض خلال النهار، كما أن الأحذية التي ترتديها لها دور هام أيضًا، فالأحذية القاسية وقليلة المرونة تسبب زيادة الألم؛ لذلك فالاختصاصي يوجهك لارتداء الأحذية المريحة والمناسبة لك.

العلاجات الأخرى

إذا لم يحدث الشفاء بعد عدة أشهر من العلاج المحافظ فإن اتخاذ إجراءات أخرى قد يكون ضروريًّا، مثل: إعطاء حقن ستيروئيدات داخل أخمص القدم فهو يعطي راخة مؤقتة للأعراض، لكن يجب اتباع هذا النوع من العلاج لفترة محدوظة فقط حيث أن زيادة هذه الحقن عن الحد المسموح به يسبب ضعف اللفافة الأخمصية، ويزيد من احتمالية تمزقها.
أظهر العلاج بالأمواج فوق الصوتية نتائج واعدة حيث يمكن اصطدام أسفل القدم بهذه الأمواج؛ مما يساعد اللفافة على ترميم نفسها أو إدخال إبرة موجهة بالأمواج فوق الصوتية؛ لإصلاح الضرر في اللفافة، كما تجدر الإشارة إلى أن هناك عدد قليل من الناس يحتاجون لإجراء عمل جراحي وذلك بعد فشل العلاجات السابقة كلها، ويتم العمل الجراحي تحت التخدير الموضعي بإجراء شق صغير وفصل اللفافة الأخمصية عن عظم العقب.

هل يمكن الشفاء بشكلٍ تام من التهاب اللفافة الأخمصية؟

الجواب هو نعم؛ فالشفاء ممكنٌ باتباع الخطوات السابقة، من: تغيير نمط الحياة، وتناول الأدوية بانتظام، واستخدام حقن الكورتيزونات، كما يتم اللجوء للجراحة فقط في الحالات المزمنة والمعاندة على العلاج، لكن مع التأكيد على فكرة هامة جدًّا، وهي: أنه يجب الابتعاد عن العوامل المؤهبة للمرض حتى لا يحدث النكس، فمثلًا: يجب تخفيف الوزن إذا كان زائدًا، كذلك ارتداء الأحدية المريحة، والابتعاد عن التمارين المجهدة التي تؤذي أخمص القدم.
قد يلجأ البعض إلى ممارسة رياضة المشي في محاولة منهم للشفاء من التهاب اللفافة الأخمصية (لأن الحركة تحسِّن الأعراض مؤقتًا -كما ذكرنا-)، لكن يبقى السؤال المهم هنا: هل رياضة المشي مفيدة لمرضى التهاب اللفافة الأخمصية؟
في الحقيقة كلا؛ حيث أن المشي قد يساعد في تخفيف الأعراض لفترة مؤقتة، لكن المداومة عليه يسبب تمزقات صغيرة في اللفافة؛ مما يفاقم الألم ويزيد الالتهاب؛ لذلك يجب الاعتماد على رياضات أخرى كالسباحة وركوب الدراجة الهوائية بدلًا من المشي والركض.

في الختام أعزائي القراء؛ نجد أن التهاب اللفافة الأخمصية هو أكثر أسباب ألم أسفل القدم شيوعًا، وهذا الألم قد يكون معيقًا عن ممارسة النشاطات الحياتية اليومية، لكن على الرغم من شدة إزعاجه للمريض فإنه يتحسن باتباع خطوات بسيطة، مثل: الالتزام بنمط حياة مريح، وممارسة رياضات وتمارين معينة سبق ذكرها، كذلك تناول الأدوية في مواعيدها المحددة، بالإضافة إلى الابتعاد عن التمارين الراضة للقدم (مثل: الركض، والمشي،.. وغيرها)، ونحن نأمل أن تكونوا قد حققتم الاستفادة المثلى من هذا المقال، نتمنى لكم دوام الصحة والعافية.

مقترحات القراءة

  1. علاج كسر الكعب
  2. ورم مورتون العصبي
  3. أعراض القدم المسطحة

تعليقات