التهاب قناة فالوب | الأعراض، والأسباب، وطرق العلاج
هل سبق لك أن سمعت عن التهاب قناة فالوب؟ هل تعلم أنه يُعتبر أحد أكثر الأمراض شيوعًا بين النساء في سن الإنجاب؟ يُقدر وجود ما يقرب من مليون حالة جديدة في الولايات المتحدة كل عام، وهو ما يستوجب التوعية والتنبيه؛ لذا في هذا المقال سنقدم لك نظرة شاملة وعميقة عن التهاب قناة فالوب، بدءًا من أسبابه وأعراضه انتهاءً إلى أحدث طرق علاجه.
محتويات المقال:
- ما التهاب قناة فالوب؟
- ما أسباب التهاب قناة فالوب؟
- ما أعراض التهاب قناة فالوب؟
- كيف تشخص التهاب قناة فالوب؟
- ما علاج التهاب قناة فالوب؟
- مقترحات للقراءة
ما التهاب قناة فالوب؟
التهاب قناة فالوب هو حالة مرضية تصيب أنابيب الرحم (قناتي فالوب)؛ وهي قنوات أو أنابيب رفيعة تربط المبيضين بالرحم، فتلعب دورًا هامًا في عملية الإنجاب، ويحدث التهاب قناة فالوب نتيجة للعدوى البكتيرية التي تصيب الجهاز التناسلي والتي تنتقل عادةً عن طريق العلاقة الجنسية، ومن أهم الأمراض المنقولة جنسيًا التي تسبب التهاب قناة فالوب هي الكلاميديا والسيلان (بالإنجليزية: Chlamydia & Gonorrhea)، ومن الممكن أن يحدث أيضًا نتيجة زيادة نمو الغشاء المخاطي المبطن للقناة أو بسبب عيوب خلقية في تكوينه.
يمكن أن يحدث التهاب قناة فالوب في أحد أنابيب الرحم أو في الاثنين معًا، كما يمكن أن ينتقل من أنبوب واحد إلى آخر، وإذا لم يُعالج التهاب أنابيب الرحم بشكلٍ صحيح فقد يتسبب في مضاعفات طويلة الأمد تصل إلى العقم، ويعتبر التهاب القناة جزءًا من أمراض الحوض الالتهابية (بالإنجليزية: Inflammatory Pelvic Disease PID) التي تصيب الأعضاء التناسلية، ويُستخدم مصطلح التهاب قناة فالوب الحاد كمرادف شائع لها؛ بسبب شيوعها، ولأن أبرز مضاعفاتها تشمل الأنابيب الرحمية.
ما أسباب التهاب قناة فالوب؟
على الرغم من عدم معرفتنا الدقيقة للسبب الرئيس وراء حدوث التهاب قناة فالوب، إلا أن هناك ثلاث نظريات تُشير إلى احتمالية حدوثها:
1. العدوى البكتيرية
أظهرت الدراسات أن النساء اللواتي يظهرن علامات سابقة لالتهاب قناة فالوب غالبًا ما يحملن بقايا بكتيريا الكلاميديا في الأنبوب المتضرر أو مستويات عالية من الأجسام المضادة في الدم، وهذا يشير إلى علاقة بين الإصابة السابقة بالكلاميديا والتهاب قناة فالوب، ويمكن أن تُنقل هذه البكتيريا خلال:
- العلاقة الجنسية.
- إجراءات طبية، مثل: تركيب اللولب، أو أخذ عينة من بطانة الرحم، أو عمليات الكحت والتوسيع التي تتجاوز جدار عنق الرحم.
- التغيرات الهرمونية التي تحدث في عنق الرحم أثناء فترة الدورة الشهرية؛ مما يؤدي إلى فقدان الحاجز المخاطي لعنق الرحم الذي يمنع نمو البكتيريا.
2. زيادة نمو الغشاء الداخلي المبطن للأنبوب
هذه الحالة تؤدي في النهاية إلى تكوين تكيسات وتليف وتضخم الجدار العضلي للأنبوب.
3. العيوب الخلقية
تقترح هذه النظرية أن الغدد التي تتشكل بشكلٍ غير صحيح في أنابيب الرحم أثناء النمو الجنيني قد تسبب التهاب قناة فالوب، بالإضافة إلى ذلك يُعتقد أن التشنج الأنبوبي المزمن وتكوين الأورام، وكذلك التهابات أو الإجراءات الجراحية في البطن، مثل: التهاب الزائدة الدودية قد تسبب أحيانًا التهاب قناة فالوب، ومع ذلك فإن أكثر الأدلة تشير إلى أن العدوى البكتيرية تعتبر السبب الرئيس لحدوثها.
ما أعراض التهاب قناة فالوب؟
في المراحل الأولى من هذا المرض قد لا تظهر أي أعراض على الإطلاق، وحتى في الحالات الشديدة قد لا تعاني المرأة من أية أعراض، ولكن في حال ظهورها فإنها تتضمن مجموعة من العلامات الشائعة، مثل:
- آلام في البطن السفلية على أحد الجانبين أو كليهما.
- آلام متواصلة في أسفل الظهر.
- إفرازات مهبلية صفراء ذات رائحة كريهة.
- آلام أثناء التبويض، والدورة الشهرية، والجماع.
- الغثيان والقيء.
- نزيف مهبلي غير منتظم بين الدورات الشهرية.
- الحمى.
- ألم وصعوبة أثناء التبول.
في بعض الأحيان قد تختفي الأعراض بدون علاج؛ مما يعطي انطباعًا خاطئًا بأن العدوى الأساسية قد انتهت، ومع ذلك إذا لم يتم علاج العدوى فإنه يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل:
- انتشار العدوى إلى مناطق أخرى من الجسم، بما في ذلك: الرحم، والمبيضين.
- آلام مزمنة في الحوض والبطن.
- تليف الأنابيب والتصاقها وانسدادها؛ مما قد يؤدي إلى العقم.
- تكوُّن خراج وصديد في أنابيب الرحم.
- الحمل خارج الرحم.
كيف تشخص التهاب قناة فالوب؟
عند تشخيص التهاب قناة فالوب يتبع الطبيب خطوات محددة للتأكد من الحالة بدقة:
1. الفحص السريري
يبدأ الطبيب بطرح أسئلة حول الأعراض التي يعاني منها المريض، ثم يقوم بالفحص الجسدي لمنطقة الحوض؛ لاكتشاف أي ألم أو علامات غير طبيعية.
2. الاختبارات التشخيصية
إذا اشتبه الطبيب بوجود التهاب في أنابيب الرحم فسيطلب عدة اختبارات للتأكد من التشخيص، وتشمل هذه الاختبارات:
- اختبارات الدم والبول: تستخدم للبحث عن علامات العدوى.
- أخذ مسحة من المهبل وعنق الرحم: تساعد في تحديد نوع العدوى البكتيرية.
- الأشعة التلفزيونية (السونار) على المهبل أو البطن: تُستخدم لفحص قنوات الرحم ومناطق أخرى من الجهاز التناسلي.
- تصوير قناة فالوب بأشعة الصبغة (Hysterosalpinogram HSG): يتم حقن صبغة اليود عبر عنق الرحم؛ لاكتشاف انسدادات في أنابيب الرحم.
- المنظار (تنظير البطن): إجراء جراحي يشمل عمل شقوق قصيرة في البطن؛ مما يتيح للطبيب استخدام كاميرا صغيرة مضيئة؛ لفحص الرحم وقنوات فالوب داخليًا.
- أخذ عينة من نسيج القناة: يتم خلال عملية المنظار أخذ عينة صغيرة من نسيج قناة فالوب؛ لفحصها تحت الميكروسكوب.
بهذه الطريقة يتم التأكد من التشخيص بدقة، ومن ثم يمكن اتخاذ الخطوات اللازمة للعلاج بناءً على النتائج.
ما علاج التهاب قناة فالوب؟
يعتمد علاج التهاب قناة فالوب على شدة الحالة والسبب الأساسي لها، ويشمل ثلاثة أنواع:
1. العلاج الدوائي
يعتبر استخدام المضادات الحيوية الحل الأمثل للقضاء على الالتهاب الناتج عن العدوى البكتيرية، كما تُستخدم الأدوية المسكنة أيضًا لتخفيف الألم الشديد الذي يصاحب التهاب قنوات الرحم.
2. العلاج بالهرمونات
تُستخدم بعض المشتقات الهرمونية المحفزة للغدد التناسلية (GnRH-a) أحيانًا؛ للمساعدة في تقليل الالتهاب في قنوات فالوب، وهذا النوع من العلاج يكون فعّالًا خاصة إذا كانت المريضة تعاني أيضًا من بطانة الرحم المهاجرة.
3. الجراحة
في حالة تشكل خراج نتيجة للعدوى قد يقوم الطبيب بعملية جراحية بالمنظار؛ لتفريغ محتوياته، فعندما تؤدي العدوى إلى تشكل ندوب أو التصاقات قد ينصح الطبيب بالجراحة؛ لإزالة المناطق المتضررة؛ خاصةً إذا كانت السيدة ترغب في الحمل مجددًا.
يُعتبر التلقيح الصناعي (IVF) خيارًا فعّالًا للنساء اللاتي يعانين من التهاب قناة فالوب ويرغبن في الحمل، حيث يبلغ معدل نجاح الولادات الحية بالتلقيح الصناعي حوالي 80%.
وفي الختام؛ يُشدد على النساء البالغات ضرورة الانتباه لأي علامات قد تشير إلى إصابتهن بالتهاب قناة فالوب، والتوجه لإجراء الفحص الطبي، فبفضل التوعية والتشخيص المبكر يمكن تقليل المخاطر، وتفادي المضاعفات المحتملة، كذلك توفير خيارات العلاج الفعّالة، كما يُمكنكم أيضًا الاستفادة من موقع صحة سكاي؛ لحجز استشارة طبية مع أفضل الأطباء المختصين؛ للحصول على المعلومات اللازمة، والدعم الطبي المناسب.
تعليقات