fbpx

حساسية القمح | أهم النصائح الصحية والوصفات الغذائية

    تُعرف حساسية القمح بأنها عبارة عن رد فعل تحسسي ينتجه الجهاز المناعي للإنسان عند تناول أي عناصر غذائية تحتوي على القمح، وقد تحدث في بعض الأحيان نتيجة لاستنشاق دقيق القمح؛ لذا سنتعرف سويًا في هذا المقال على.. ما الممنوعات لمرضى حساسية القمح؟ أيضًا الأكلات المناسبة لمرضى حساسية القمح، وما الفرق بين حساسية القمح وحساسية الجلوتين؟ كما سنتعرف على أعراض وعلاج حساسية القمح، وأخيرًا بعض النصائح لمرضى حساسية القمح.

محتويات المقال

ما الممنوعات لمرضى حساسية القمح؟

    للحفاظ على صحتك من مضاعفات حساسية القمح يجب تجنب جميع الأكلات التي تحتوي على القمح بجميع أنواعه، وذلك بقراءة الملصق الغذائي لأي طعام قبل تناوله؛ للتأكد من أنه خالٍ من القمح أو أي حبوب أخرى تحتوي على بروتينات القمح، مثل: الشعير، والشوفان، ومن أمثلة الأكلات الممنوعة لمرضى حساسية القمح:

  • معظم المخبوزات كالخبز، والمعجنات، والكعك، والدونات،والمقرمشات.
  • حبوب الإفطار.
  • بدائل القهوة، وخلطات مشروبات الشوكولاتة سريعة التحضير.
  • الصلصات كصلصة الصويا، والكاتشب، والمرق، والتوابل.
  • اللحوم المصنعة كالنقانق.
  • المعكرونة.
  • الآيس كريم.

بالإضافة إلى الأطعمة الغذائية من الممكن وجود بروتينات القمح بصورة عامة والجلوتين بصورةٍ خاصة في العديد من مستحضرات التجميل، ومستلزمات العناية الشخصية، وألعاب الأطفال، والحِرف اليدوية، وأطعمة الحيوانات الأليفة، وهنالك أيضًا العديد من الأدوية الممنوعة لمرضى حساسية القمح على المريض أن يتجنبها، مثل: الأدوية التي تصرف بدون وصفة طبية كالفيتامينات، والمكملات الغذائية؛ إذ أنه يكثر استخدام نشا القمح كمادة ربط في صناعة الأقراص والكبسولات؛ لذلك يفضل إستشارة الطبيب الخاص بك قبل تناولها.

ما الأكلات المناسبة لمرضى حساسية القمح؟

    لوهلة قد يبدو أن معظم الأكلات التي نتناولها في حياتنا اليومية ممنوعة لمرضى حساسية القمح، لكن هناك العديد من الأكلات الشهية والصحية أيضًا لمثل هذه الحالات، كما أن الكثير من المصانع تعمل على صنع بدائل القمح لمرضى حساسية القمح، فقد أصبح من الممكن تناول الخبز، والمقرمشات، والمعكرونة التي تُعد باستخدام الدقيق المصنوع من الأرز، أو نشا البطاطس، أو الذرة بدلًا من القمح.

في بعض الحالات قد تكون مشكلة المريض مع بروتين الجلوتين فقط من بين بروتينات القمح، لكن لا بأس في ذلك فيمكنك التمتع بالعديد من المنتجات الخالية من الجلوتين، ولكن تذكر أن أكلات حساسية القمح المصنعة بطريقةٍ خالية من بروتينات القمح، أو الأكلات الخالية من بروتين الجلوتين قد تختلف في بعض خواصها عن الأكلات المصنعة باستخدام القمح، وهناك العديد من المنتجات الطبيعية الخالية من بروتين الجلوتين، مثل: 

  • الفواكه والخضراوات.
  • البقوليات (الفاصوليا، والعدس)؛ ولهذا السبب يتم استخدامها عادةً لصنع بدائل المعكرونة.
  • منتجات الحبوب الخالية من الجلوتين.
  • البروتينات الحيوانية.
  • المكسرات والبذور تعتبران مصدرًا غذائيًا غنيًا بالدهون، ويمكن أيضًا استخدامهما في صنع أنواع مختلفة من الدقيق.
  • بعض أنواع التوابل والبهارات.
القمح

ما الفرق بين حساسية القمح وحساسية الجلوتين؟

    يختلط الأمر على الكثير من الناس عندما يأتي الحديث عن حساسية القمح وحساسية الجلوتين؛ إذ أن المفهوم السائد في أذهان العامة أنهما نفس المرض، ولكن عزيزي القارئ هناك فرق بين حساسية القمح وحساسية الجلوتين؛ فحساسية القمح -كما ذكرنا سابقًا- هي رد فعل تحسسي يقوم به الجهاز المناعي؛ وذلك بإفراز أجسام مضادة لبروتينات القمح، أما في حالة حساسية الجلوتين فيقوم الجهاز المناعي بإفراز أجسام مضادة لبروتين الجلوتين فقط وهو مايُعرف بالداء البطني أو مرض الاضطرابات الهضمية (celiac disease)؛ ونتيجة لذلك يحدث تلف في سطح الأمعاء الدقيقة للإنسان؛ مما يمنع من امتصاص العناصر الغذائية المهمة من الطعام، وإلى الآن ليس هنالك سبب واضح لحدوث رد الفعل من الجهاز المناعي تجاه بروتين الجلوتين، ولكن على الأغلب أن مجموعة من العناصر الغذائية والبيئية تلعب دورًا كبيرًا في ذلك.

تُعد الأحماض الأمينية (amino acids) المكونة لبروتين الجلوتين مقاومة لأحماض المعدة؛ مما يجعل من هضمها أمرًا في غاية الصعوبة عند بعض الأشخاص، ويعتبر هذا الأمر من أضرار جلوتين القمح؛ إذ أنه يؤدي إلى العديد من المشكلات الصحية بدايةً من عسر الهضم الخفيف وحتى حالات الداء البطني.

ما أعراض حساسية القمح؟

    تتدرج حدة أعراض حساسية القمح من خفيفة (مثل: أعراض نزلات البرد) إلى أعراض شديدة الخطورة؛ قد تؤدي إلى الموت، وتُعرف بفرط الحساسية (Anaphylaxis)، وقد تتدرج أيضًا في سرعة حدوثها، ففي بعض الحالات: تحدث بمجرد تناول المريض منتج يحتوي على القمح، وفي حالات أخرى: تحدث في غضون ساعات من تناول المريض لمنتج يحتوي على القمح، كما أنها تؤثر على العديد من الأجهزة داخل جسم الإنسان، منها: 

  • الجهاز الهضمي (انتفاخ، وإسهال، وغثيان، وقيء).
  • الجهاز التنفسي (سعال، وإحتقان، وضيق التنفس، والصفير).
  • حكة في الفم، وتورم اللسان والحلق.
  • الجلد (أكزيما، وبثور، وتورم اليدين والوجه).
  • الجهاز العصبي (الدوخة، وعدم وضوح الرؤية، والإرتباك، والنوبات).

ويكون الإنسان أكثر عرضةً للإصابة بحساسية القمح إذا كان مرض حساسية بمختلف أنواعها (مثل: الربو، والتهاب الجلد (Eczema)) منتشرًا بين أفراد عائلته.

ما علاج حساسية القمح؟

    إلى الآن ليس هناك علاج نهائي لحساسية القمح، فمن الأفضل تجنب تناول أو استنشاق أي منتج يحتوي على القمح إذا كنت مُشخصًا مِن قِبَل الطبيب بأنك مصاب بها، وفي حال حدوث رد فعل تحسسي يعتبر الحصول على الرعاية الطبية الطارئة في أقرب وقت ممكن أمر ضروري لزيادة فرص نجاة المريض، ومن الأدوية التي تستخدم لتخفيف أعراض التحسس حتى يحصل المريض على الرعاية الطبية: 

  • مضادات الهيستامين (Antihistamines): ويفضل تناولها بعد التعرض للقمح مباشرةً في حالات أعراض التحسس الخفيفة.
  • حُقن الإيبينيفرين (Epinephrine injections): ويتم وصفها للمريض الذي تحدث لديه أعراض الحساسية المفرطة بمجرد تناول بروتينات القمح، فقد يحتاج إلى حمل جرعتين من حقن الإيبينيفرين معه في كل الأوقات، وتكون الجرعة الثانية في حال عودة الأعراض قبل الحصول على الرعاية الطبية اللازمة.

مع تقدم وتطور العلم توصّل العلماء إلى علاج مناعي لعلاج حساسية القمح، ويتم عن طريق تعريض المريض لكميات صغيرة من المادة المسببة للحساسية (بروتينات القمح)، ثم تزيد الكمية التي يُعرّض لها مع مرور الوقت إلى أن يتصالح معها الجهاز المناعي ولا يُعطي أي رد فعل تحسسي تجاهها مرة أخرى، وقد تم بالفعل العديد من التجارب السريرية للعلاج المناعي لحساسية القمح، وأبدى العلاج نتائج إيجابية جدًا بحدوث انخفاض في أعراض الحساسية، ولكن مازالت الأبحاث في هذا العلاج مستمرة إلى يومنا هذا.

نصائح لمرضى حساسية القمح

  • اقرأ الملصقات -دائمًا- على أي منتج تقوم بشرائه، ولا تستبعد وجود القمح ضمن مكوناته.
  • يجب عليك أن تُخبر الأصدقاء والأقارب وزملاء العمل بحساسيتك للقمح، وإبقاءهم على علم بكيفية التصرف المناسبة في حال تعرضت لنوبة مفاجئة، فإذا كان طفلك مصاب بحساسية القمح فيجب إخبار كل من يهتم به خارج المنزل من معلمين والممرضة في المدرسة أو في أماكن رعاية الأطفال بمرضه، وإذا كان يستخدم حقن الإيبينيفرين في حال فرط التحسس فاحرص على تعليمهم كيفية استخدامها، والتنبيه على ضرورة الاتصال بالرعاية الطبية الطارئة فور حدوث التحسس لدى طفلك.
  • إذا كنت تعاني من الحساسية المفرطة ولاتستطيع التواصل يُمكنك ارتداء سوار التعريف الطبي الذي يصف الحساسية والحوجة إلى رعاية طارئة عند ظهور أعراض التحسس لديك.
  • يمكنك الإستعانة بكتب الطبخ التي تحتوي على وصفات غذائية خالية من القمح، فقد تساعدك في الاستمتاع بصنع المخبوزات وغيرها من الأطعمة المفضلة لديك باستخدام بدائل القمح.
  • تناول الطعام خارج المنزل بحذر، ويفضل تجنب الأطعمة التي قد تحتوي على مصادر مخفية لبروتينات القمح، مثل: الصلصات.
  • هناك بعض الأشخاص عند ممارستهم الرياضة بعد تناول القمح تتفاقم أعراض الحساسية المفرطة عند المريض؛ لأن التغيرات التي تحدث في جسم المريض بسبب التمارين الرياضية تزيد من استجابة الجهاز المناعي لحدوث رد فعل تحسسي.

إذا أُصيب طفلك بحساسية القمح في مرحلة مبكرة من عمره فقد يكون من المحظوظين الذين يتعافون منها في وقت لاحق؛ إذ أن معظم الأطفال يتعافون منها عند بلوغهم 16 عامًا، على عكس الذين يصابون بحساسية القمح في وقتٍ متأخر بعد البلوغ فتزداد احتمالية أن تكون دائمة لديهم مدى الحياة.

نتفهم أن حساسية القمح تجعلك تعيش في حالة من التوتر والقلق خاصةً خارج المنزل؛ إذ أنك تحاول أن تكون حذرًا طوال الوقت، ولكن بمجرد حصولك على التشخيص المناسب يمكنك بمساعدة الطبيب المختص تعلم كيفية تجنب القمح، والبحث عن البدائل المناسبة واستخدامها حتى في صنع أكلاتك المفضلة دون أن تحس بالحرمان منها، كذلك يمكنك التحكم في الأعراض الطارئة إذا ظهرت.

إذا كنت تعتقد أن إصابتك بحساسية القمح تؤثر على صحتك العقلية فعليك بإخبار طبيبك فورًا؛ إذ أنه يمكنه إرشادك عبر طرق إدارة حالتك والعثور على مجموعات الدعم التي تحتوي على أشخاص يمتلكون نفس المرض مما يساعد في تخفيف الأمر عليك.

مقترحات للقراءة

Responses