رهاب الأدوية | ما كينونته؟ وكيف يُعالج؟
يعاني المُتخصصون في القطاع الطبي من التعامل مع المرضى الذين يخافون من تناول الأدوية الموصوفة لهم، وعلى رأسها: الأدوية النفسية والعصبية، هذا النوع يُدعى الرهاب من شأنه أن يترك تأثيراته السلبية العميقة على صحة المرضى وسلامتهم، وتُوصف هذه الحالة بأنها حالة مرضيةٌ تُصيب العديد من الأفراد بالخوف تجاه تناول بعض الأدوية أو جميعها، وعادةً ما يُطلق عليها مُصطلح رهاب الأدوية، وهو من أنواع الرُهاب المُنتشرة في المُجتمعات المُتحضّرة أو الفقيرة على حدٍ سواء، وفي هذا المقال نتناول معكم كافة ما يتعلّق بحالات رهاب الأدوية، وسُبل التعامل معها.
محتويات المقال
- ما رُهاب الأدوية؟
- ما مُحفزات الإصابة برُهاب الأدوية؟
- ما مُضاعفات الإصابة برُهاب الأدوية؟
- ما علاج رُهاب الأدوية؟
- مقترحات القراءة
ما رُهاب الأدوية؟
رهاب الأدوية المعروف أيضًا باسم فوبيا الأدوية أو فوبيا الدواء (Pharmacophobia)، هو نوع من اضطرابات القلق يتميز بخوف مفرط من تناول الأدوية، وعادةً ما يحدث هذا الخوف تجاه أي نوع من الأدوية سواء كانت دواء عام للصداع، أو حتى أدوية موصوفة من قبل الطبيب.
يمكن أن يتسبب رهاب الأدوية في تجنب الشخص لتناول الأدوية حتى عندما تكون ضرورية لعلاج حالة صحية، وقد يشعر الشخص المصاب بالرهاب بأعراض، مثل: القلق المفرط، والتوتر، والخوف حتى عند التفكير في تناول الدواء؛ مما قد يؤثر سلبًا على جودة حياته، ويزيد من شعوره بالقلق والتوتر والحزن البالغ.
ويُعدّ علاج رهاب الأدوية غالبًا عن طريق العلاج النفسي، مثل: العلاج السلوكي المعرفي؛ إذ يتعلم الفرد كيفية التعامل مع أفكاره ومشاعره المرتبطة بتناول الأدوية بشكل صحيح وفعّال، وتتضمن العلاجات الأخرى لرهاب الأدوية في بعض الأحيان وصف الأدوية المضادة للقلق؛ بهدف المساعدة على التخفيف من الأعراض.
ما مُحفزات الإصابة برُهاب الأدوية؟
لا يوجد حتى اليوم سبب واضح للإصابة برهاب الأدوية، وفي الوقت ذاته توجد العديد من المُحفّزات التي تزيد من احتماليات الإصابة، وعلى رأسها نورد لكم ما يلي:
- التجارب السلبية السّابقة: قد يكون لدى الشخص تجربة سابقة سيئة مع دواء معين، مثل: التعرض لآثار جانبية قوية، أو تفاعل تحسسي نتيجة تناول دواءٍ ما؛ مما يجعله يخشى تناول العلاجات الدوائيّة مرة أخرى.
- الخوف من الآثار الجانبية: يخاف الكثير من الأشخاص من التعرض للآثار الجانبية المحتملة للأدوية؛ خاصةً إذا كانوا قد سمعوا عن إصابة غيرهم من المُحيطين ببعض الآثار الجانبية الخطيرة والنادرة.
- الخوف من فقدان السيطرة: يُراود بعض الأفراد الشعور بأن تناول الأدوية قد تجعلهم يفقدون السيطرة على أجسامهم أو عقولهم؛ مما يؤدي إلى خوفهم من تناول هذه الأدوية إلى الأبد.
- التأثيرات الثقافية والاجتماعية: في بعض الثقافات أو المجتمعات أو الأديان قد يكون هناك نوع من أنواع الرفض أو القلق أو المخاوف تجاه الأدوية والعلاجات الطبية؛ مما يؤثر على نظرة الشخص لهذه الأدوية.
- الخوف من الإدمان: في بعض الأحيان قد يخشى بعض الأشخاص أن يصبحوا معتمدين على الأدوية أو أن يُصبحوا (مُدمنين) باللهجة العاميّة؛ خاصةً إذا كان الأمر مُتعلّقًا بالعلاجات النفسيّة أو العلاج طويل الأمد.
- مشاكل الصحة النفسية: في بعض الأحيان قد يكون رهاب الأدوية مرتبطًا بحالات، مثل: القلق، أو الاكتئاب؛ إذ يشعر الشخص بالقلق الزائد والخوف والتوتر تجاه سلامته وصحته.
ما مُضاعفات الإصابة برُهاب الأدوية؟
كما هُو الحال مع مُختلف الحالات المرضية هناك العديد من الأضرار الصحية المُترتبة على الإصابة برهاب الأدوية التي تتراوح شدتها ما بين بسيطة وخطيرة، وعلى رأسها نورد لكم ما يلي:
- عدم الالتزام بالعلاج: في الكثير من الأحيان قد يتسبب الخوف من تناول الأدوية في عدم اتباع خطط العلاج التي يصفها الطبيب؛ مما قد يؤدي إلى تفاقم الحالة المرضيّة، وفقدان القدرة على السيطرة على المرض.
- زيادة الأعراض أو حدّة المرض: قد تتفاقم الأعراض أو المخاطر الصحية التي يتعرّض لها المريض في حال عدم الالتزام بتناول الأدوية الموصوفة؛ مما قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة أو مُهددة للحياة.
- الإجهاد النفسي: عادةً ما يُسبب القلق المُستمر والخوف من تناول العقاقير الدوائيّة إجهادًا نفسيًا شديدًا للمريض؛ مما يزيد من فرص الإصابة باضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو اضطرابات القلق.
- الاعتماد على العلاجات البديلة: قد يلجأ بعض الأشخاص إلى علاجات بديلة غير مثبتة علميًا كبديل للأدوية؛ مما قد يؤدي إلى تفاقم الحالة المرضيّة أو تأخير العلاج الفعّال، كما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى عواقب وخيمة.
- العُزلة الاجتماعية: عادةً ما يتجنّب الأشخاص الذين يُعانون من رُهاب الأدوية التواصل مع الأطباء أو حضور المواعيد الطبية؛ مما قد يؤدي إلى عزلةٍ اجتماعية، وتفاقم الأثر النفسي السلبي.
- المُضاعفات الجسدية: في الحالات التي تتطلب علاجًا منتظمًا، مثل: الأمراض المزمنة يمكن أن يؤدي رُهاب الأدوية إلى مضاعفات جسدية خطيرة (مثل: مشاكل في القلب، أو الكلى، أو تدهور الحالة العامة للجسم).
ما علاج رُهاب الأدوية؟
لا يُوجد علاجٌ مُحدّد وفعال لحالات رهاب الأدوية، لكن في المُجمل تشمل أبرز العلاجات الفعّالة ما يلي:
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يُعتبر العلاج السلوكي المعرفي من أكثر الطرق فعالية لعلاج رهاب الأدوية، يهدف هذا العلاج إلى تغيير الأفكار السلبية، والمعتقدات الخاطئة حول الأدوية، وتطوير استراتيجيات للتعامل مع الخوف والقلق.
- التعرض التدريجي: يتضمن هذا العلاج تعريض الشخص تدريجيًا للمواقف التي يخاف منها بطريقة آمنة ومنظمة، كما يمكن أن يبدأ ذلك بمناقشة الأدوية والتعرف عليها، ثم الانتقال إلى حمل الدواء، وأخيرًا تناول الدواء لا بد أن يكون تحت إشراف طبي.
- التثقيف الصحي: قد يساعد التثقيف حول كيفية عمل الأدوية، وفوائدها، والآثار الجانبية المحتملة على تقليل الخوف، ويمكن للأطباء أو الصيادلة شرح التفاصيل بشكل مبسط؛ لتبديد المخاوف.
- الاسترخاء وتقنيات التنفس: تقنيات الاسترخاء، مثل: التأمل، وتمارين التنفس العميق يمكن أن تساعد في تقليل القلق المرتبط برهاب الأدوية؛ مما يجعل الشخص أكثر استعدادًا لتناول الأدوية عند الحاجة.
- الدعم النفسي: الحصول على الدعم من الأصدقاء أو العائلة أو مجموعة دعم يمكن أن يكون مفيدًا، كذلك مشاركة المخاوف مع أشخاص مروا بتجارب مشابهة قد يساعد في تقليل الشعور بالعزلة.
- العلاج الدوائي: في بعض الحالات قد يصف الأطباء أدوية مضادة للقلق أو مضادة للاكتئاب؛ للمساعدة في التحكم في الأعراض المرتبطة برهاب الأدوية، كما يُستخدم هذا العلاج عادةً بجانب العلاجات الأخرى.
- استشارة طبية متخصصة: في حالات الرهاب الشديد قد يكون من الضروري الحديث مع متخصص في الصحة النفسية من أجل الاتفاق على خطة علاجية دوائيّة متكاملة ومناسبة للحالة الفردية.
تعليقات