جير الأسنان | كل ما تود معرفته
هل لاحظت يومًا وجود ترسّبات صلبة صفراء أو سوداء اللون خلف الأسنان أو أمامها تعيق عملية التنظيف اليومي أو تسببت برائحة كريهة لديك؟! أو هل لاحظت احمرار واضح على اللثة حول تلك الترسبات الصلبة على الأسنان لا تستطيع إزالتها باستخدام الفرشاة أو وسائل التنظيف الأخرى المعتادة؟! هذه الترسبات تسمى جير الأسنان (قلح).
محتويات المقال
- مم يتكون الجير؟
- كيف يؤثر الجير على الأسنان؟
- ما الطريقة التي تساعد في منع حدوث الجير والسيطرة عليه؟
- ما التأثيرات الجانبية للجير على الأسنان واللثة؟
- كيف يمكن علاج جير الأسنان؟
- مقالات ذات صلة
مم يتكون الجير؟
رغم الاعتناء الكامل بالأسنان في المنزل والتنظيف الكامل لها بكافة الوسائل يمكن أن يتبقى بكتيريا في الفم تختلط مع البروتينات والمنتجات الغذائية الثانوية؛ لتكوّن طبقة لزجة تسمى لويحة سنية، تغطي هذه المادة اللزجة الأسنان، كما يمكن أن تصل إلى تحت خط اللثة، أو يمكن أن تلتصق بالحشوات أو غيرها من الترميمات السنية، هذه اللويحة السنية تحمل البكتيريا التي يمكن أن تلحق الضرر بمينا الأسنان فتؤدي إلى تسوس الأسنان (النخور السنية)، لكن إذا قمت بإزالة هذه الطبقة من اللويحة بالتفريش والوسائل الأخرى من التنظيف بانتظام فيمكن منع حدوث تسوس الأسنان الدائم، وأمراض اللثة، ..وغيرها من الأمراض.
لكن في حال عدم إزالتها يمكن أن تتصلب و تتحول إلى جير الأسنان، حيث تشير الأبحاث إلى أنه يمكن أن يحدث ذلك خلال واحد إلى 14 يومًا من تكوّن اللويحة السنية، ويتشكل عندها الجير حتى يصل إلى أسفل خط اللثة أو فوقه، ويمكن أن يؤدي إلى انحسار اللثة؛ لذلك يتوجب علينا إزالة الجير من الأسنان باستخدام أدوات خاصة ضمن العيادة السنية عن طريق طبيب الأسنان.
كيف يؤثر الجير على الأسنان؟
يمكن أن يجعل الجير من الصعب تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط كما ينبغي، وهذا يؤدي إلى حدوث نخور في الأسنان، أيضًا قد يكون الجير المتشكل فوق خط اللثة ضارًا؛ لأن البكتيريا الموجودة فيه يمكن أن تهيّج اللثة وتلحق الضرر بها مع مرور الوقت؛ مما يؤدي الى أمراض اللثة التي تبدأ بشكل تدريجي، حيث يبدأ بأخف أشكال التهاب اللثة الذي يمكن السيطرة عليه عن طريق تنظيف الأسنان بالفرشاة، أو استخدام الخيط، أو الغسولات الفموية، أو إجراء تنظيف الأسنان من الجير من قبل طبيب الأسنان ضمن العيادة السنية.
إذا لم يتم علاج جير الأسنان فإن ذلك سيؤدي إلى ظهور الجيوب اللثوية بين اللثة والأسنان والتي ستصاب بالبكتيريا؛ مما يتسببقد في حدوث ما يسمى بالتهاب النسج حول السنية الداعمة، ثم يطلق بعدها الجهاز المناعي مواد كيميائية كرد فعل مناعي وتختلط هذه المواد بالبكتيريا، هذا المزيج يمكن أن يؤدي إلى تخريب العظم والأنسجة المحيطة بالأسنان.
ووفقًا لمركز السيطرة على الأمراض فإن ما يقارب 48% من البالغين فوق سن 30 عامًا يعانون من أحد أشكال أمراض اللثة، كما أظهرت بعض الدراسات أن هناك رابط بين البكتيريا الموجودة في حال الإصابة بالأمراض اللثوية وتلك الموجودة عند الإصابة بأمراض القلب ومشاكل صحية أخرى، وقد يؤدي عدم علاج هذ الالتهاب إلى حدوث فقدان للأسنان بشكلٍ كامل.
ما الطريقة التي تساعد في منع حدوث الجير والسيطرة عليه؟
هناك بعض النصائح المفيدة لك:
- استخدام فرشاة الأسنان بانتظام مرتين في اليوم لمدة دقيقتين في كل مرة، مع التفريش بالطريقة الصحيحة التي تؤمن الوصول إلى المناطق خلف الأسنان وعلى الأضراس الخلفية، فيما عدا ذلك لن نستطيع التخلص من طبقة اللويحة السنية التي ستتحول مع الوقت إلى الجير(القلح السني)، حيث يعتبر التفريش هو الإستراتيجية الأولى لحماية الأسنان.
- استخدام فرشاة أسنان ذات قياس مناسب ونعومة مناسبة: كما أظهرت بعض الدراسات أن استخدام الفرشاة الإلكترونية أو الكهربائية يمكن أن تتخلص من طبقة اللويحة بشكل أفضل من الفرشاة اليدوية.
- لكن عند اختيار الفرشاة الإلكترونية يجب التأكد من حصول تلك الفرشاة على موافقة الجمعية الأمريكية لطب الأسنان.
- اختيار معجون أسنان يحتوي على الفلورايد وتريكلوسان.
هناك دراسة عام 2008 لمقارنة فعالية معجون أسنان الجير مع معجون أسنان عادي يحتوي على الفلوريد فقد أظهرت أن أولئك الذين يستخدمون معجون الأسنان للتحكم في الجير لديهم ما يقارب 35% أقل من الجير المتكوّن لدى أولىك الذين يستخدمون معجون أسنان عادي؛ لأن معجون أسنان الجير سوف يساعد في إصلاح تلف المينا، كما يساعد على منع تراكم الجير.
- الخيط: على درجة كبيرة من الأهمية، فمهما كانت درجة الاتقان في استخدام الفرشاة بطريقة صحيحة فإن خيط تنظيف الأسنان هو الطريقة الوحيدة لإزالة اللويحة بين الأسنان والتخلص منها في الأماكن التي يصعب الوصول إليها.
- استخدام غسولات الفم المطهرة يوميًّا؛ للمساعدة في قتل البكتيريا التي تسبب اللويحة.
- وفقًا للجمعية الأمريكية لطب الأسنان فإن الغسولات الفموية كالكلوريكسيدين تحتوي على مكونات مقاومة للبكتيريا يمكن أن تحارب اللويحة والجير.
- الانتباه إلى النظام الغذائي: حيث تنتعش البكتيريا الموجودة في الفم عند تناول الأطعمة السكرية، والنشوية، واللصاقة، حيث أن تلك الأطعمة تعمل على إطلاق الأحماض الضارة؛ لذلك يجب محاولة اتباع نظام غذائي صحي، والحد من كمية الأطعمة السكرية والمشروبات الغازية، و عدد مرات تناول الوجبات خلال اليوم، لأن في كل مرة نتناول فيها وجبة معينة تساعد في خلق بيئة جديدة مناسبة لحدوث النخر السني.
- التوقف عن التدخين: أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يدخنون السجائر أو يستخدمون منتجات التبغ الأخرى هم أكثر عرضةً للإصابة بالجير.
- أخيرًا إجراء تنظيف وفحص للأسنان مرة كل ستة شهور عند طبيب الأسنان ضمن العيادة السنية: وفي بعض الأحيان قد تحتاج إلى زيارته خلال فترة أقل من ستة شهور، خصيصًا إذا كان المريض لديه تاريخ مرضي لثوي أو أمراض جهازية عامة، على سبيل المثال: إذا كان المريض مدخن، أو يعاني من أمراض السكري.
ما التأثيرات الجانبية للجير على الأسنان واللثة؟
- رائحه الفم الكريهة: بسبب تراكم البقايا الطعامية واللويحة السنية.
- التهاب اللثة: قد تصبح اللثة حمراء أو ملتهبة فتصبح نازفة أثناء التفريش أو باستخدام الخيط، فإذا تركت من دون علاج جير الأسنان يمكن أن تتطور إلى أشكال أكثر خطورة من أمراض اللثة.
- انحسار اللثة: حيث تبدأ اللثة بالانحسار (التراجع) عن الأسنان؛ مما يؤدي إلى كشف المزيد من الأسنان، والسماح للبكتيريا بالتسلل إلى الفراغات والجيوب بين اللثة والأسنان.
- النخور: يمكن للجير الذي يتراكم على الأسنان أن يمنع فرشاة الأسنان من إزالة البكتيريا، أيضًا يمكن أن يتسبب في تكوين ثقوب صغيرة في مينا؛ الأسنان مما يسمح للبكتيريا والأحماض بالتسرب إلى داخل السن، ومن ثم التسبب في تطور النخور السنية (التسوس).
- فقدان الأسنان: إذا لم يتم علاج الجير فإنه يمكن أن يسبب أمراض اللثة التي يمكن أن تؤدي في النهاية إلى فقدان سن واحد أو أكثر.
كيف يمكن علاج جير الأسنان؟
عند الوصول إلى وجود جير على الأسنان لا يمكن تنظيفه بالفرشاة أو وسائل التنظيف الآخرى عندها ستصبح هذه المهمة على عاتق طبيب الأسنان، حينئذٍ يستخدم الطبيب أدوات تنظيف خاصة كأدوات التقليح اليدوية أو الأدوات التي تعمل بالموجات فوق الصوتية؛ لإزالة الجير واللويحة المتصلبة المتشكلة على الأسنان فوق خط اللثة أو تحتها، بعد تقليح الأسنان يقوم الطبيب بتنعيم وتنضير مناطق سطح الجذور في عملية تسمى (تنضير الجذور)، كما أنه في حال كان الجير مغطي معظم الأسنان بشكل واسع وكبير عندها قد يستغرق الأمر أكثر من جلسة؛ لمعالجته وإزالته بشكلٍ كامل، بعدها يتم تنعيم الأسنان ضمن العيادة السنية.
وأخيرًا عزيزي القارئ؛ بمجرد أن يتشكل الجير على أسنانك لن يتمكن سوى طبيب الأسنان من إزالته وتنظيف الأسنان؛ لذلك يجب عليك الاهتمام بالصحة الفموية، وتجنب الوصول إلى مرحلة تكوين الجير على الأسنان، ومتابعة الأمر بدءًا من تشكل اللويحة السنية وإزالتها بشكلٍ كامل بالتنظيف الكامل للأسنان، واستخدام كافة وسائل العناية الفموية، وانتهاءً بزيارة طبيب الأسنان كل ستة أشهر؛ لإجراء فحص وتنظيف للأسنان بشكلٍ منتظم ضمن العيادة السنية.
تعليقات