تنظيف اللسان وعلاقته بصحة الفم
هل سبق أن رأيت لون لسانك أبيض عند الاستيقاظ من النوم، أو بني بعد شرب القهوة، أو أحمر بعد شرب عصير التوت؟ كل هذا يكون بسبب البكتيريا التي تتلون بتلك الملونات؛ لأن اللسان هو هدف للبكتيريا تمامًا، مثل: الأسنان حتى لو لم يكن معرضًا لخطر الإصابة بالتسوس، حيث يقول الدكتور كلينج من الإسكندرية: أنه سوف تتجمع البكتيريا بشكل كبير في مناطق على اللسان بين براعم التذوق وبين تشققات اللسان؛ لأن اللسان ليس أملس حيث يحتوي على الكثير من الشقوق في جميع أنحائه.
سوف تختبئ البكتيريا في هذه المناطق ما لم تتم إزالتها وتنظيف اللسان بالكشط؛ لأن الغسيل والمضمضة لن تكفي حيث التخلص من تلك البكتيريا الملتصقة باللسان فالأمر ليس بهذه البساطة، ويقول كينج أيضًا: من الصعب قتل البكتيريا الموجودة في الغشاء الحيوي؛ لأنه على سبيل المثال: عند استخدام غسول الفم يتم تدمير الخلايا الخارجية فقط، أما الخلايا الموجودة تحت السطح لا تزال تنمو وتتكاثر، هذه البكتيريا يمكن أن تؤدي إلى رائحة الفم الكريهة وضرر بالأسنان؛ لذلك من الضروري إزالتها بشكل جيد باستخدام فرشاة تنظيف اللسان أو أداة تنظيف اللسان.
محتويات المقال
- ما تعريف عملية كشط اللسان؟
- كيف يتم كشط اللسان؟
- كيف يتم تنظيف اللسان بفرشاة الأسنان؟
- ما فوائد كشط اللسان؟
- هل كشط اللسان يساعد في التخلص من رائحة الفم الكريهة؟
- هل هناك أي آثار جانبية أو مخاطر يجب مراعاتها عند كشط اللسان؟
- مقالات ذات صلة
ما تعريف عملية كشط اللسان؟
كشط اللسان هي عملية تمرير لأداة بسيطة؛ خاصةً على اللسان؛ لإزالة البكتيريا، وجزيئات الطعام، ..وغيرها، اُستخدمت منذ آلاف السنين حيث استخدمها الرومان والفيكتوريون؛ لذا يعد كشط اللسان وسيلة مهمة لتنظيف اللسان، والحفاظ على صحة الفم.
كيف يتم كشط اللسان؟
بدايةً قم بتنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط كالمعتاد، ثم اختر أداة كشط اللسان التي سيتم استخدامها؛ قد تكون من البلاستيك، أو المعدن، وثنيها إلى النصف؛ لتكوين شكل V أوU.
- قف أمام المرآة واخرج لسانك.
- ابدأ بوضع المكشطة على الجزء الخلفي للسان من الطرف الدائري لها.
- حرك المكشطة على طول اللسان من الخلف نحو الأمام مع الضغط الخفيف من مرتين إلى ثلاث مرات.
- قم بغسل المكشطة وتنظيفها تحت الماء الدافئ بين مرات الكشط.
- غسل الفم بالماء.
- بعدها يمكن غسل المكشطة بالماء وتجفيفها بعد الانتهاء من استخدامها.
كيف يتم تنظيف اللسان بفرشاة الأسنان؟
على الرغم من أن استخدام فرشاة الأسنان قد تكون أقل فاعلية من استخدام مكشطة اللسان، إلا أنه من الممكن أن تكون أسهل في استخدامها؛ خصوصًا إذا كنت تقوم به بشكل متكرر ومنتظم، ولاستخدامها يجب اختيار فرشاة أسنان ناعمة.
اخرج لسانك إلى أقصى حد يمكن أن يصل إليه، وضع الفرشاة على الجزء الخلفي من اللسان، ثم قم بالتفريش برفق من الخلف للأمام على اللسان، ثم قم بغسل اللسان والفم بالماء، وعلى الرغم من أنه لا يمكن لكشط اللسان بأداة تنظيف اللسان أن يحل محل فرشاة الأسنان، إلا أن فوائده الكثيرة أغرت العديد من الناس لإضافة هذه الخطوة إلى روتينهم الصباحي والمسائي.
ما فوائد كشط اللسان؟
- تحسين حاسة التذوق: حيث تشير الأبحاث القديمة إلى أن استخدام مكشطة اللسان مرتين في اليوم يحسن من التذوق؛ أي قد يكون اللسان قادرًا على التمييز بشكل أفضل بين الأحاسيس (الحلو، والمر، والمالحة، والحامضة).
- تحسين مظهر اللسان: يمكن أن يؤدي تراكم اللويحة الزائد إلى تحول اللسان إلى اللون الابيض؛ لذا فإن الكشط اليومي يساعد في إزالة هذه اللويحة، ومنعها من العودة.
- يقلل من البكتيريا الموجودة على اللسان: حيث وجد الباحثون في إحدى الدراسات التي أجريت عام 2005 أن استخدام مكشطة اللسان مرتين يوميًّا لمدة سبعة أيام يقلل من الإصابة الإجمالية بالمكورات العقدية الطافرة، وبكتيريا العصيات اللبنية في الفم، ومن المعروف أن هذه الأنواع من البكتيريا تسبب رائحة الفم الكريهة، والنخر السني (التسوس)؛ لذلك يجب أن يتم تنظيف اللسان بانتظام.
- تحسين الصحة العامة للفم: تعد إزالة البكتيريا أمر أساسي لمنع تسوس الأسنان، وأمراض اللثة، ..وغيرها من الأمراض الأخرى التي تؤثر على الفم، حيث يمكن أن يساعد كشط اللسان على إزالة هذه البكتيريا من الفم؛ مما يحسن صحة اللسان، والصحة العامة للفم.
- تقليل رائحة الفم الكريهة: حيث أن كشط اللسان يمكن أن يؤدي إلى تقليل مركبات الكبريت التي تسبب رائحة الفم الكريهة.
- أجريت دراسة عام 2004 في مجلة أمراض اللثة، مفادها: أن استخدام مكشطة اللسان تساعد في تقليل مركبات الكبريت المتطايرة التي تسبب رائحة الفم الكريهة، حيث أنها أزالت حوالي 75% من هذه المركبات، أما فرشاة الأسنان العادية أزالت 45% منها فقط.
- يقلل من اللويحة السنية: أوجدت دراسة أجريت عام 2013 عن اللويحة السنية عند الأطفال في المجلة الدولية لطب أسنان الأطفال السريري: أن التنظيف المنتظم للسان بواسطة فرشاة الأسنان أو مكشطة اللسان يقلل من مستويات اللويحة.
- يساهم في شعور الفم بالانتعاش: على الرغم من أن جمعية طب الأسنان الأمريكية لا تساوي بين تنظيف اللسان والحد من رائحة الفم الكريهة، لكن نستنتج أن تنظيف اللسان يمكن أن يساهم في الحصول على فم منعش نظيف.
هل كشط اللسان يساعد في التخلص من رائحة الفم الكريهة؟
من المفاهيم الخاطئة حول كشط اللسان أنه يقدم فوائد طويلة الأمد في تقليل رائحة الفم الكريهة، لكن على الرغم من أن الكشط يمكن أن يساعد التخلص من رائحة الفم إلا أن الاستمرار والالتزام هو الأساس، على سبيل المثال: استخدام مكشطة اللسان في الصباح لن يمنع ظهور رائحة الفم الكريهة في وقتٍ لاحق من اليوم، سوف تتراكم البكتيريا أثناء تناول الطعام والشراب؛ لذلك في حال كنت تعاني من رائحة الفم الكريهة فسوف تحتاج إلى كشط اللسان بعد كل وجبة أو على الأقل أن يتم كشط اللسان عند تفريش الأسنان؛ لأن هذا سوف يمنع التراكم طويل الأمد للويحة، وهناك اعتقاد خاطئ آخر وهو أن استخدام فرشاه الأسنان على اللسان فعال تمامًا مثل استخدام مكشطة اللسان، أو أي أداة لتنظيف اللسان، لكن تشير إحدى الدراسات التي أجريت عام 2004 إلى عكس ذلك تمامًا؛ عندئذٍ وجد الباحثون أن كاشطات اللسان أكثر فعالية من تنظيف اللسان بالفرشاة، حيث أن مكشطة اللسان تزيل مركبات الكبريت الموجودة على اللسان بنسبة 30% أكثر من فرشاة الأسنان ذات الشعيرات الناعمة.
هل هناك أي آثار جانبية أو مخاطر يجب مراعاتها عند كشط اللسان؟
أحد أكبر المخاطر بشأن كشط اللسان هو تحفيز منعكس الإقياء حيث يمكن أثناء كشط اللسان أن يتقيأ المريض، ولتجنب ذلك يجب الامتناع عن وضع المكشطة في آخر اللسان، ويمكن البدء تدريجيًّا من منتصف اللسان، ثم نبتعد إلى الخلف، عندئذٍ يعتاد المريض على هذا الإحساس.
كذلك من الممكن أيضًا أن يتم جرح اللسان عن طريق الخطأ، ولمنع ذلك تأكد من أن أداة تنظيف اللسان لا تحتوي على حواف غير مستوية أو خشنة، كما يجب فحص المكشطة قبل كل استخدام، والتأكد من أنها لا تزال آمنة للاستخدام.
كما يجب أيضًا الاهتمام بمقدار الضغط الذي يمكن ممارسته، حيث يجب أن يكون لطيفًا بما يكفي، ولتجنب إيذاء براعم التذوق، لكن يجب أن يكون الضغط مناسبًا لكشط البقايا الزائدة، وتنظيف اللسان تمامًا، وعندما يكون هناك شك بكمية الضغط اللازم تطبيقها يمكن البدء بلطف وزيادة الضغط تدريجيا.
وعلى الرغم أن الطرق المنزلية لتنضيف اللسان يمكن أن تكون كافية، لكن يجب مراجعة الطبيب في الحالات التي يكون فيها جفاف كبير للفم، أو ظهور بقع سوداء أو بيضاء أو حمراء على اللسان، أو عند وجود مظهر اللسان المشعر.
وأخيرًا؛ إن تنظيف اللسان ذو أهمية كبيرة؛ لتقليل كمية البكتيريا داخل الفم، لكن لن يحقق النتائج المرجوة إذا لم نتبع نهجًا شاملًا لنظافة الفم من تفريش الأسنان مرتين يوميًّا على الأقل لمدة دقيقتين في كل مرة، واستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد، هذا بالإضافة إلي الخيط بين الأسنان والغسولات الفموية، والمراجعة الدورية مع طبيب الأسنان كل ستة أشهر لإجراء ما يلزم.
تعليقات