fbpx

تليف الرحم | الأعراض وطرق العلاج

تليف الرحم، أو الأورام الليفية الرحمية، أو الورم العضلي الأملس الرحمي؛ اختلفت المسميات والمعنى واحد، حيث تعاني العديد من النساء من الأورام الليفية في الرحم وقد لا تعرف حتى أنها تعاني منه؛ لأنها لا تسبب -دائمًا- أي أعراض، وتختلف الأورام الليفية من حيث العدد والحجم، كما تظهر عادةً خلال السنوات التي يمكن فيها حدوث الحمل والولادة، والأورام الليفية الرحمية غير سرطانية ولا تتحول أبًدًا إلى أورام سرطانية، ولا ترتبط تلك الأورام بزيادة خطر الإصابة بأنواع سرطان الرحم الأخرى. 

محتويات المقال

ما تليف الرحم؟

تليف الرحم أو الأورام الليفية الرحمية هي أورام غير سرطانية في الأنسجة العضلية للرحم، ويمكن أن تتراوح الأورام الليفية في العدد والحجم من نمو واحد إلى نمو متعدد، ومن صغير جدًّا إلى كبير، وتصاب ما بين 70% إلى 80% من النساء بالأورام الليفية بحلول سن الخمسين، أما المصطلح الطبي للأورام الليفية هو الورم العضلي الأملس أو الورم العضلي. 

ما أعراض تليف الرحم؟

لا تظهر أي أعراض على معظم المصابات بالأورام الليفية الرحمية، وإن حدثت أعراض فإنها تتأثر بمكان الأورام الليفية، وحجمها، وعددها، وتشمل أكثر العلامات والأعراض شيوعًا ما يلي:  

  • نزف الدم الغزير أو الشعور بالألم خلال دورات الحيض. 
  • طول مدة دورات الحيض، وزيادة معدل تكرارها. 
  • الشعور بضغط أو ألم في منطقة الحوض.
  • كثرة التبول أو صعوبته.
  • زيادة حجم منطقة المعدة.
  • الإمساك. 
  • ألم في منطقة المعدة، أو أسفل الظهر، أو ألم أثناء الجماع. 

نادرًا ما يسبب الورم الليفي ألمًا مفاجئًا وحادًّا حتىوإن نما بسرعة أكبر من مقدار التغذية الدموية الواردة إليه وبدأ في الضمور. 

ما أسباب الأورام الليفيّة؟

غالبًا تقُسَّم الأورام الليفية في العموم حسب مكانها؛ فهناك الأورام الليفية الجدارية التي تنمو داخل الجدار العضلي للرحم، وهناك الأورام الرحمية تحت المخاطية التي تنتفخ داخل تجويف الرحم، وهناك الأورام الليفية تحت المصلية التي تتكون في الجزء الخارجي للرحم، لكن لا يزال السبب الدقيق لأورام الرحم الليفية غير واضح، وقد تلعب هذه العوامل أدوارًا مهمة في حدوثها: 

  • تغيرات في الجينات: تنطوي كثير من الأورام الليفية على تغيرات في الجينات تختلف عن تلك الموجودة في الخلايا العضلية العادية للرحم.  
  • الهرمونات: يتسبب هرمونا الإستروجين والبروجيسترون في زيادة سماكة خطوط الأنسجة الداخلية في الرحم أثناء كل دورة حيض؛ للاستعداد للحمل، كما يبدو أن هذين الهرمونين يساعدان كذلك على نمو الأورام الليفية. 

تحتوي الأورام الليفية على تركيز أعلى من الخلايا التي يمكنها الارتباط بالإستروجين والبروجيسترون مقارنةً بالخلايا العضلية العادية للرحم؛ إذ تميل الأورام الليفية إلى التقلص بعد سن انقطاع الطمث، ويرجع السبب في ذلك إلى انخفاض مستويات الهرمونات. 

  • عوامل النمو الأخرى: قد تؤُثِّر المواد التي تسُاعد الجسم على صيانة الأنسجة، مثل: عامل النمو الشبيه بالأنسولين على نمو الورم الليفي. 
  • مواد الخلايا الإضافية (ECM): تعمل هذه المواد على التصاق الخلايا ببعضها، مثل: المِّلاط بين قوالب الطوب، فتزداد مواد الخلايا الإضافية في الأورام الليفية وتكُسبها طبيعة ليفية، كما تقوم مواد الخلايا الإضافية -أيضًا- بتخزين عوامل النمو وتسُبِّب تغيُّرات حيوية في الخلايا نفسها. 

يرى الأطباء أن الأورام الليفية الرحمية قد تنجم عن إصابة إحدى الخلايا الجذعية في الأنسجة العضلية الملساء للرحم؛ إذ تنقسم إحدى الخلايا المفردة بصورة متكررة، وفي وقت ما تتحول إلى كتلة مطاطية صلبة مختلفة عن الأنسجة القريبة المجاورة. 

ما أنماط نمو الأورام الليفية الرحمية؟

تختلف أنماط نمو الأورام الليفية الرحمية فقد تكون بطيئة أو سريعة النمو أو تظل بالحجم ذاته، وقد تمر بعض الأورام الليفية بمرحلة من طفرات النمو، كما قد يتقلص بعضها من تلقاء نفسها. 

وقد تتقلص الأورام الليفية التي تتكون أثناء الحمل أو قد تختفي تمامًا بعد الحمل، حيث يعود الرحم إلى حجمه الطبيعي مرة أخرى في حين أنه من غير الواضح سبب تطور الأورام الليفية، فقد لاحظ الباحثون بعض الأنماط عنها: 

  • أنها تصيب -عادةً- الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و40 عامًا.  
  • أنها أكثر شيوعًا بين النساء -سوداء اللون-. 
  • أنها تنمو بشكل أسرع وتظهر في سن أصغر لدى المرأة السوداء اللون مقارنةً ببيضاء اللون. 
  • أن وجود أحد أفراد العائلة مصابًا بالأورام الليفية يزيد من خطر إصابتك بها. 
  • كما أن زيادة الوزن -السمنة- وارتفا ع ضغط الدم قد يزيدان من خطر الإصابة.  

يمكن لتليف الرحم أو الأورام الليفية في جدار الرحم- داخل جدارية- أن تسبب نزفًا عزيرًا؛ لأنها تعيق كيفية تحكم الرحم بجريان الدم أثناء الطمث أو أثناء النوبات الأخرى من النزف الرحمي؛ لذلك فإن الارتباط  واجب في هذه الحالة.

ما المضاعفات المُحتملة لتليف الرحم؟

الأورام الليفية الرحمية ليست خطيرة في كثير من الأحيان، لكنها قد تسبب الشعور بالألم، كما قد تؤدي إلى مضاعفات، وتشمل هذه المضاعفات: انخفاضًا في خلايا الدم الحمراء -فقر الدم-، فتسبب هذه الحالة المرضية الشعور بالإرهاق بسبب فقدان الدم الشديد، فإذا كنتِّ تنزفين بشدة أثناء الدورة الشهرية فقد يخبرك الطبيب بتناول مكملات الحديد؛ لمنع فقر الدم أو المساعدة على التحكم فيه، وفي بعض الأحيان يحتاج الشخص المصاب بفقر الدم إلى تلقي الدم من متبرع وهو ما يسمى بنقل الدم بسبب فقدان الدم. 

تليف الرحم

الحمل والأورام الليفية

عادةً لا تعيق الأورام الليفية حدوث الحمل، ومع ذلك من المحتمََل أن تسبب بعض الأورام الليفية -خاصةً الأورام الليفية تحت المخاطية- العقم أو عدم اكتمال الحمل، كما قد تزيد الأورام الليفية -أيضًا- من خطر الإصابة ببعض مضاعفات الحمل، ومن بين هذه المضاعفات: 

  • انفصال المشيمة: وذلك عندما ينفصل العضو المسؤول عن نقل الأكسجين والمواد المغذية إلى الطفل، -ويسُمى المشيمة- عن جدار الرحم الداخلي. 
  • تقييد نمو الجنين: وذلك عندما لا ينمو الجنين بالمعدل المتوقع. 
  • الولادة المبكرة: وذلك عندما يولد الطفل مبكرًا جدًا؛ أي قبل الأسبوع 37 من الحمل. 

قم بزيارة مقدم الرعاية الصحية الخاصة بك إذا كان لديك أي من أعراض الأورام الليفية التالية: 

  • نزيف حاد أثناء الدورة الشهرية. 
  • فترات أصبحت أكثر إيلاما. 
  • التبول المتكرر أو إذا لم تتمكن من التحكم في تدفق البول. 
  • تغير في مدة دورتك الشهرية على مدى ثلاث إلى ست دورات. 
  • ألم جديد أ و ثقل طويل الأمد في أسفل البطن أ و الحوض.  

تظهر الأورام الليفية الرحمية مصادَفةً أثناء الفحص الروتيني للحوض في أغلب الأوقات، فقد يشعر الطبيب بتغيرات غير منتظمة في شكل الرحم؛ مما يدل على وجود أورام ليفية.  

كيف تُشخّص الأورام الليفية؟

إذا كنتِّ تشعرين بأعراض الأورام الليفية الرحمية فقد تحتاجين إلى إجراء هذه الاختبارات:  

  • التصوير بالموجات فوق الصوتية: يستخدم هذا الاختبار -الموجات الصوتية- لالتقاط صور للرحم، والتأكد من إصابتك بالأورام الليفية، ورسم خريطة لها، وقياسها.  

يُحرِّك الطبيب أو التقني جهاز التصوير بالموجات فوق الصوتية -محول الطاقة- فوق منطقة البطن، ويطلق عليه التصوير بالموجات فوق الصوتية عبر جدار البطن، أو يُوضع الجهاز داخل المهبل؛ للحصول على صور للرحم وتعُرَف هذه العملية باسم التصوير بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل. 

  • الفحوصات المخبرية. إذا كنتِّ مصابة بنزيف حيض غير منتظم فقد تحتاجين إلى إجراء تحاليل دم؛ لمعرفة الأسباب المحتملة، وقد يشمل ذلك إجراء تعداد دموي شامل للتحقق من فقر الدم بسبب استمرار فقدان الدم، كذلك يمكن أن تتحقق تحاليل الدم الأخرى من وجود اضطرابات النزيف أو مشكلات في الغدة الدرقية. 

إذا لم يوفر التصوير بالموجات فوق الصوتية معلومات كافية فقد تحتاجين إلى إجراء فحوصات تصويرية أخرى، مثل: 

  • التصوير بالرنين المغناطيسي. 
  • التخطيط الصوتي للرحم. 
  • تصوير الرحم والبوق.  

ما علاج أورام الرحم الليفية؟

لا يوجد نهج واحد محدد أفضل لعلاج أورام الرحم الليفية بل يوجد الكثير من خيارات العلاج المتاحة، فإذا كانت لديك أعراض لهذه الحالة فاستشيري فريق الرعاية؛ لمعرفة طرق تساعد في تخفيفها، و من هذه الأدوية: أدوية تستهدف الأورام الليفية الرحمية الهرمونات التي تنظم دورة الحيض وتعالج أعراض، مثل: نزف الدم الغزير خلال الحيض، والضغط على الحوض، لكنها لا تقضي على الأورام الليفية بل تعمل على تقليصها، ومن هذه الأدوية ما يلي:  

  •  تعالج الأورام GnRH ناهضات الهرمون المُطْلِق لمواجهة الغدد التناسلية الليفية عن طريق منع الجسم من إفراز هرموني الإستروجين والبروجستيرون.
  • يمكن أن تعالج هذه مناهضات الهرمون المُطْلِق موا جهة الغدد التناسلية.
  • الأدوية نزف الحيض الغزير لدى النساء المصابات بأورام ليفية رحمية اللاتي لم ينقطع لديهن الطمث .
  • يمكنه تخفيف النزْف الغزير (IUD اللولب الرحمي المطْلِق للبروغستين) الذي تسبِّبه الأورام الليفية، إلا أنه يخفف من الأعراض فحسب.
  • Cyklokapron وLysteda حمض الترانيكساميك): هذا الدواء غير الهرموني يعمل على تخفيف دورات الحيض الغزيرة.

كذلك بإمكانك أيضًا تحسين حالة الأورام الليفية في الرحم من خلال إجراء تغييرات بسيطة على نظامك الغذائي.

9 تغييرات غذائية تساعد في علاج الأورام الليفية الرحمية:

بإمكانك تحسين حالة الأورام الليفية في الرحم من خلال إجراء تغييرات بسيطة على نظامك الغذائي، مثل:

  • تناول المزيد من الخضراوات.
  • تناول كمية أقل من لحم البقر.
  • قلل من تناول اللحوم الحمراء.
  •  تناول كمية أقل من لحم الخنزير.
  • أضف وعاءً  من الحبوب المدعمة إلى روتينك.
  • التزم بنظام غذائي يخفض ضغط الدم.
  •  زيادة تناول الحديد.
  • زيادة تناول حمض الفوليك.
  • زيادة تناول فيتامين ب 12.

كذلك فقد تمنع ممارسة التمارين الرياضية -بانتظام- ظهور الأورام الليفية، ففي إحدى الدراسات كان عدد الأورام الليفية لدى النساء اللاتي يمارسن الرياضة لمدة 7 ساعات أو أكثر في الأسبوع أقل من عدد الأورام الليفية لدى النساء اللاتي يمارسن الرياضة لمدة تقل عن ساعتين في الأسبو ع، كما قد تزيد السمنة من خطر  الإصابة بالأورام الليفية؛ لذا يمكن أن تساعدك ممارسة التمارين الرياضية بانتظام  في الحفاظ على وزن صحي، وتقليل فرص إصابتك بالأورام الليفية. 

ما سُبل الوقاية من الأورام الليفية الرحميّة؟

بما أن الوقاية خير من قنطار علاج فإن الباحثين يواصلون دراسة أسباب الأورام الليفية، ورغم ذلك ينبغي إجراء مزيد من الأبحاث حول كيفية تفادي حدوثها، فقد لا تكون الوقاية من الأورام الليفية الرحمية ممكنة لكن قد يحتاج إلى العلاج نسبة قليلة منهم، فقد تتمكن من خفض مستوى الكوليسترول في الدم عندما تجري تغييرات في نمط الحياة؛ لذا حاوِّل أن تحافظ على وزن صحي، كذلك مارِّس التمارين الرياضية بانتظام، واتبِّع نظامًا غذائيًّا متوازنًا يتضمن حصصًا كبيرة من الفواكه والخضراوات. 

كذلك تشير بعض الأبحاث إلى أن حبوب منع الحمل أو موانع الحمل طويلة المفعول التي تحتوي على البروجستين فقط قد تقلل من خطر الإصابة بالأورام الليفية، لكن استخدام حبوب منع الحمل قبل سن 16 عامًا قد ينطوي على مخاطر أعلى.

تجربتي مع الأورام الليفية في الرحم

تجربة أحد أقاربي مع تلييف الرحم –الحمد لله أنها كانت سليمة-، لكنها لم تكن تكترث لصحتها وغذائها بل ظلت تعاني من أعراضها بشكلٍ مستمر إلى أن خضعت إلى عملية استئصال الرحم، وهي الآن تعيش بصحة جيدة، كما بدأت تنظّم غذاءها الخاص بها مع ممارسة التمارين الرياضية بعدما أيقنت ضرورتها في حياتها.   

وفي الختام؛ في ظل أعراض تلييف الرحم أو الأورام الليفية الرحمية وأسبابها وأجور كشفها الكبيرة عزيزي القارئ أنصح -بشدة- اتباع طرق الوقاية من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام مع اتباع  نظام غذائي مناسب يحميك من معظم الأمراض عدا مرض تليف الرحم، وفي حال وجود أحد أعراضه أو حتى الشك في تليف الرحم يُنصح بالتواصل مع الطبيب واستشارته، دمتم بصحة وعافية  

مقترحات القراءة

تعليقات