إليك 7 استراتيجيات فعالة لضبط انفعالاتك العاطفية
يصعب على الكثيرين منا التعامل مع الانفعالات العاطفية الشديدة، سواء كنا نشعر بالكثير من الغضب أو كنا نشعر بالحزن فمن الضروري علينا تعلم مهارات ضبط الانفعالات العاطفية، والتي من شأنها أن تساهم في تقليل حدة ومدة تلك الانفعالات غير المريحة بالنسبة لنا. وفي هذا المال نورد لكم العديد من النصائح الفعالة حول أهم سبل التعامل مع الانفعالات العاطفية الشديدة، بالإضافة إلى العديد من النصائح الأخرى التي قد تُهمك.
7 نصائح للتعامل مع الانفعالات العاطفية:
يمكن أن تساعدك الاستراتيجيات السبع التالية في ضبط انفعالاتك العاطفية في حال شعرت بالحزن أو الغضب أو القلق.
1. حدد طبيعة مشاعرك:
يعد تحديد طبيعة المشاعر التي نمر بها أمراً بالغ الأهمية في التحكم في انفعالاتنا العاطفية، حيث أن إيجاد التوصيف الصحيح لما نمر به من مشاعر مختلفة، من شأنه أن يساعنا على فهم مشاعرنا والتعامل معها بشكلٍ إيجابي، وتشير الدراسات إلى أن تصنيف المشاعر بإمكانه أن يخفف من حدتها؛ لذا فإن مجرد تحديد مشاعرك قد يساعدك على الشعور بتحسن على الفور. لذا كل ما عليك القيام به عزيزي القارئ هو التفكير ببساطة في ما تشعر به ومن ثم البدء في تسميته أو توصيفه بصوتٍ مرتفع. كما يمكنك كتابة الملاحظات، أو بثّ مشاعرك لمن تثق بهم.
2. حدد ما إذا كانت مشاعرك مفيدة أم غير مفيدة:
بالتأكيد قد تبادر إلى مسمعك وصف ( مشاعر سلبية ومشاعر إيجابية ) ، هذا الوصف الذي يطلقه العديد من الأشخاص على طبيعة المشاعر ، وكأنها إما جيدة أو سيئة. لكن المشاعر لا يمكن تصنيفها إلى إيجابية أو سلبية ، وإنما يجدر وصفها على نحو أدق بأنها إما أن تكون مشاعر مفيدة أو غير مفيدة.
قد يكون القلق مفيدًا في بعض الحالات، مثل عندما ينبهك إلى الخطر ويدفعك لاتخاذ إجراءات أكثر أمانًا، مثل الابتعاد عن حافة منحدر. في هذه الحالة، فإن استجابتك لمشاعر القلق تجعلك أكثر أمانًا، ولا يمكن اعتبار القلق في هذا السياق سلبيًا أو غير آمن.
على الجانب الآخر، إذا كنت تتجنب القيام بشيء مهم في حياتك المهنية بسبب القلق، فإن القلق لن يكون مفيدًا. وبالمثل، قد يكون الغضب مفيدًا إذا كان يمنحك الشجاعة لإحداث تغيير إيجابي، لكنه لن يفيدك إذا أدى إلى قول أو فعل أشياء تندم عليها لاحقًا، لذا، من الضروري فهم مشاعرك وتحديد ما إذا كانت مفيدة أم لا، ومن ثم اتخاذ خطوات للتعامل معها بطريقة إيجابية.
3. جرب مهارات التأقلم الصحية :
تتيح لك مهارات التأقلم الصحية التغلب على المشاعر الصعبة دون إخفائها أو قمعها أو تجاهلها. فهي تساعد في تحويل انتباهك مؤقتًا وتخفيف توترك أو تحسين مزاجك. وعلى الرغم من أن بعض استراتيجيات المواجهة لا تناسب الجميع، فإن مهارات التأقلم الصحية تتضمن العديد من الخيارات المختلفة مثل التمارين الرياضية أو القراءة أو الاستحمام أو الاستماع إلى الموسيقى أو الخروج للنزهة أو التواصل مع الأصدقاء.
ولكن يجب توخي الحذر من مهارات التأقلم غير الصحية التي قد تتسبب في مشاكل جديدة في حياتك أو تجعلك تشعر بالسوء على المدى الطويل. فالكحول والمخدرات والإفراط في الأكل هي بعض الأمثلة على مهارات التأقلم التي قد تعطي شعورًا مؤقتًا بالتحسن، لكنها قد تسبب مشاكل أكبر في المستقبل. لذا يجب العمل على اكتساب مهارات التأقلم الصحية المناسبة لحياتك والتي ستساعدك على التغلب على المشاعر الصعبة بطريقة إيجابية ومستدامة.
4. تقبل مشاعرك :
في بعض الأحيان، يكون قبول مشاعرنا هو الخطوة الأهم والأفضل التي يمكن اتخاذها لمساعدة أنفسنا على التغلب على تلك المشاعر. ويتطلب قبول المشاعر الاعتراف بما نشعر به، وذلك عندما تواجهنا مشاعر الحزن أو القلق ينبغي لنا الاستمرار في العمل على مشاريعنا أو أخذ قسط من الراحة لاستعادة تركيزنا.
كيف تؤثر عواطفك على أفكارك ؟ كيف تؤثر عليك جسدياً ؟
عندما تشعر بالغضب، قد تنصب اهتمامك على الأشياء السلبية ويمكن أن تتعرض لتفاعلات فيزيولوجية مثل زيادة معدل ضربات القلب. ولكن مجرد ملاحظة هذه التغيرات بدون الحكم على نفسك يمكن أن يكون مفيدًا بالنسبة لك. وإذا بدأت تشعر ببعض الأفكار السلبية حول نفسك، مثل “لا ينبغي أن أشعر بهذه المشاعر”، فعليك تذكير نفسك أنه من العادي أن تشعر بتلك المشاعر وأنها ستمر بمرور الوقت.
5. أعد صياغة الأفكار السلبية:
يجب التحلي بالحذر في التفكير في الأفكار التي تؤثر سلبًا على مشاعرنا وانفعالاتنا. فالاهتمام بالأفكار المثل “أنا غير قادر على التعامل مع هذا الأمر” أو “أشعر أن الأمور ستسوء” يمكن أن يزيد من الاضطراب العاطفي. وعندما نلاحظ إيجابية الأفكار، فإنه يمكننا إعادة صياغتها بأسلوب يشجع ويطمئن، مثل “سأخرج من هذه الحالة بنجاح” أو “سأعمل على تحسين الأمور”. ولإيجاد حلول لمشاكلنا العاطفية، يجب علينا أن نتحلى بالتعاطف مع أنفسنا ونقدر الجهود التي نبذلها للتغلب على تلك المشاعر.
6. درّب نفسك على الشعور بالسعادة والتفاؤل:
ربما تكون قادرًا على تحمل القلق والغضب لبضع دقائق، ولكن يجب تجنب الاستقرار فيهما لفترة طويلة. فقد يؤدي الشعور بالحزن لفترة طويلة جدًا أو الشعور بالغضب إلى أن تنغمس في مكان مظلم ويصعب الخروج منه. لذلك، يمكن أن يكون من المفيد تغيير حالتك العاطفية بشكل استباقي لتجنب القلق والتوتر. ويمكنك القيام بذلك عن طريق تغيير سلوكياتك، فعلى سبيل المثال، يمكنك أن تسأل نفسك “ماذا كنت سأفعل الآن لو كنت أشعر بالسعادة؟” وتقوم بالقيام بتلك الأشياء الإيجابية التي تعزز السعادة، مثل الخروج لنزهة أو الاتصال بصديق. وحتى لو لم تكن ترغب في القيام بتلك الأشياء، فالقيام بها على الفور سيساعد في تشتيت انتباهك عن الحزن. وعندما تتصرف وكأنك تشعر بالسعادة، فإن ذلك سيساعدك على التحسن والتعافي بشكل أسرع.
7. احصل على المساعدة الطبية المُتخصصة:
الحصول على مساعدة المُختصين من أهم الأمور التي يتوجب علينا القيام بها عند الإحساس بأن التأثيرات السلبية لانفعالاتك العاطفية تركت أثرها السلبي على حياتك بشكلٍ مبالغٍ فيه، لذا حاول أن تشرح مشاعرك لطبيبك بدقة، وتأكد من طبيبك أنه لا توجد أسباب طبية معروفة وراء التغييرات التي تشعر بها، ففي بعض الأحيان قد يكون السر واء التغييرات العاطفية التي تشعُر بها راجعٌ إلى إصابتك بالاكتئاب أو القلق أو أي مشاكل أخرى تستدعي تدخلاً طبياً.
في النهاية :
من الجيد أن نتمتع بالرهافة الحسية، وأن نتأثر عن معاينة المواقف التي تستدعي التأثر، مثل مشاهدة الأفلام أو رؤية من يتعرض للظلم أو سوء المعاملة، أو رؤية مشاهد القسوة تجاه الحيوانات وما إلى ذلك، كل هذه العلامات دليل واضح على إنسانيتك ونُبلك، وهو أمرٌ بالغ الأهمية والإيجابية، لكن من الضروري الانتباه إلى أن لا تدع المجال لمثل هذه العواطف أن تؤثر بشكلٍ سلبي على حياتك، عندها يتوجب عليك الحصول على المساعدة.
دمتم أصحاء
تعليقات