ابيضاض الدم النقوي المزمن | الأعراض والعلاج
تزايدت مؤخراً معدلات الإصابة بمختلف أنواع مرض السرطان، ومن المعروف أنه مرضٌ خطير جدًا وأعراضه شديدة، وفي حالة تشخيص ابيضاض الدم النخاعي المزمن وهو نوعٌ من أنواع مرض سرطان الدم (اللوكيميا) يواجه المريض خطورة شديدة على صحته، وسوف نناقش سويًّا كل ما يخص تشخيص ابيضاض الدم النخاعي المزمن، وستجد عزيزي القارىء كل ما تحتاجه عنه.
محتويات المقال:
- ما هو ابيضاض الدم النخاعي المزمن؟
- ما أعراض ابيضاض الدم النخاعي المزمن؟
- ما أسباب ابيضاض الدم النخاعي المزمن؟
- كيف يُشخص ابيضاض الدم النخاعي المزمن؟
- ما مراحل ابيضاض الدم النخاعي المزمن؟
- ما طرق علاج ابيضاض الدم النخاعي المزمن؟
ما هو ابيضاض الدم النخاعي المزمن؟
ابيضاض الدم النخاعي المزمن أو ما يُعرف أيضًا بابيضاض الدم النخاعي المزمن (CML) هو نوع مزمن من سرطان الدم، يؤثر على خلايا الدم البيضاء، و يتفاقم ببطء على مدار عدة سنوات، حيث ينتج نخاع العظام (المادة الإسفنجية الموجودة داخل العظام) عددًا كبيرًا جدًا من الخلايا النخاعية وخلايا الدم البيضاء الغير ناضجة والتي لا تعمل بشكل جيد، حيث تتشكل وتتكاثر بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وذلك في حالة الإصابة بابيضاض الدم النخاعي المزمن.
وعند تشخيص ابيضاض الدم النخاعي المزمن، نجد أنَّه أكثر شيوعًا عند كبار السن الذين تتراوح أعمارهم ما بين 60 إلى 65 عامًا، لكن احتمالية الإصابة تظل واردة في كل الاعمار، وقد يُسمى كل نوع من أنواع سرطان الدم (اللوكيميا) بُناءً على مدى سرعة نمو السرطان. فسرطان الدم النخاعي الحاد ينمو سريعًا خلال خلايا الدم، وسرطان الدم النخاعي المزمن ينمو ببطء.
ما أعراض ابيضاض الدم النخاعي المزمن؟
عادةً لا يسبب ابيضاض الدم النقوي المزمن (CML) أعراضًا في مراحله المبكرة؛ وذلك لأنَّه يتفاقم وينمو ببطء في الدم، ولكن يمكن تشخيص ابيضاض الدم النخاعي المزمن من خلال بعض الاعراض، ومنها:
- التعرق الليلي
- الضعف
- الحمى
- الإعياء
- ألم في العظام
- فقدان في الوزن
- فقر الدم
- ضيق التنفس
- شحوب الجلد
- الالتهابات المتكررة
- تضخم الغدد الليمفاوية
- تضخم الطحال
- الشعور بالانتفاخ في المعدة
- الشعور بالشبع بعد تناول كميات قليلة من الطعام.
ما أسباب ابيضاض الدم النخاعي المزمن؟
يحدث ابيضاض الدم النخاعي المزمن بسبب طفرة جينية في الخلايا الجذعية التي ينتجها نخاع العظام، فقد تنتج الخلايا الجذعية عدد كبيرمن خلايا الدم البيضاء الغير ناضجة أي غير مكتملة النمو، كما يؤدي أيضًا إلى انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء.
قد لا يعرف الأطباء سبب الطفرة الجينية الأولية التي تحدث للمصاب، لكنهم يعرفون أنَّ الطفرة الجينية المسؤولة عن سرطان الدم النخاعي المزمن لا تنتقل من قِبل الأبوين، لكنه يحدث تغير بين الكروموسومات الموجودة في جسم المُصاب.
ويحدث سرطان الدم النخاعي المزمن بسبب بعض التغيرات في الحمض النووي والذي يتسبب في تحويل خلايا نخاع العظام الطبيعية إلى خلايا سرطانية في الدم، حيث يوجد في جسم الإنسان 23 زوجًا من الكروموسومات، ففي حالة الإصابة بابيضاض الدم النخاعي المزمن يحدث تبادل بين جزء من الكروموسوم 9 والكروموسوم 22؛ وذلك يجعل الكروموسوم 22 قصيرًا والكروموسوم 9 طويلًا جدًا.
فيُطلَق على الكروموسوم 22 القصير (كروموسوم فيلادلفيا)، وهو الكروموسوم المسؤول عن تشخيص ابيضاض الدم النخاعي المزمن، حيث يوجد كروموسوم فيلادلفيا في 90% من مصابي سرطان الدم النخاعي المزمن؛ لذلك يلجأ الأطباء لتحليل كروموسوم فيلادلفيا 190 في حالة تشخيص ابيضاض الدم النخاعي المزمن.
كيف يُشخص ابيضاض الدم النخاعي المزمن؟
يُعَد التشخيص الجيد من أهم المراحل السابقة لمرحلة العلاج، إمَّا لعلاج ابيضاض الدم النقوي المزمن أو علاج سرطان الدم النخاعي الحاد فكلاهما يستوجبان تشخيصًا دقيقًا؛ لمعرفة كيفية استكمال المراحل القادمة، فمرحلة تشخيص ابيضاض الدم النخاعي المزمن تتم بواسطة الطبيب كالآتي:
يبدأ الطبيب بمعرفة التاريخ الطبي للمريض، ومن ثَمَّ يقوم بفحص المريض بدنيًا إلى جانب بعض الإجراءات التي يلجأ إليها الطبيب من أجل فحص طبي جيد؛ حتى يتأكد من الإصابة، والتي من أهمها:
1. فحص حجم الطحال:
في حالة الإصابة بسرطان الدم النخاعي المزمن (CML) يلاحظ الطبيب تضخم الطحال في أثناء الفحص البدني؛ مما يسبب انتفاخ في الجانب الأيسر من الجزء العلوي من البطن أسفل حافة القفص الصدري، فلابد أن يفحص الطبيب طحال المريض ويتأكد من وجود تضخم أم لا.
2. إجراء التحاليل الطبية:
يلجأ الطبيب لإجراء بعض التحاليل الطبية، حيث يشير وجود عدد كبير جدًا من خلايا الدم البيضاء وتغير المستويات الطبيعية لبعض المواد الكيميائية الموجودة في الدم إلى الإصابة بابيضاض الدم النقوي المزمن (CML)، وفي حالة توافق اختبارات الدم مع سرطان الدم النخاعي المزمن فقد يحتاج الطبيب إلى سحب عينة من نخاع عظام المريض عن طريق إدخال إبرة طويلة رفيعة إلى مركز العظم، وعادةً تؤخذ العينة من منطقة الورك وتُفحَص عينة نخاع العظام جيدًا؛ لأنَّها تساعد الطبيب على التأكد من الإصابة وتحديد نوع سرطان الدم أيضًا.
3. الفحص الجيني:
يُجرَى أيضًا اختبار الجينات عن طريق تحليل كروموسوم فيلادلفيا 190 أو وجود جين (BCR-ABL)، والذي يتسبب في نمو كريات الدم البيضاء بطريقة غير طبيعية لا يمكن السيطرة عليها؛ مما يؤدي إلى الإصابة بسرطان الدم، فكلاهما دليلٌ على الإصابة بسرطان الدم النخاعي المزمن، وفي حالة عدم وجود كروموسوم فيلادلفيا أو جين BCR-ABL فذلك يدل على عدم الإصابة بابيضاض الدم النخاعي المزمن، لكنه نوع آخر من السرطان.
4. الفحص بالتصوير الطبي:
قد لا يلجأ الطبيب إلى الفحص بالأشعة الطبية لتشخيص سرطان الدم النخاعي المزمن، ومع ذلك يمكن إجراؤها فقط كجزء من التشخيص أو لفحص انتفاخ البطن الناتج عن تضخم الطحال.
ما مراحل ابيضاض الدم النخاعي المزمن؟
يعتمد تشخيص ابيضاض الدم النخاعي المزمن على مراحل تطوره، ويتم علاج سرطان الدم النخاعي المزمن (CML) اعتمادًا على المرحلة التي تطور عندها السرطان، ويمكن تصنيفه إلى ثلاثة مراحل مختلفة كالآتي:
1. المرحلة المزمنة:
المرحلة المزمنة هي المرحلة الأولى من ابيضاض الدم النقوي المزمن، فقد يعاني المريض من بعض الأعراض، وغالبًا قد لا تظهر أعراض خلال تلك المرحلة، وتظل خلايا الدم البيضاء قادرة على محاربة الالتهابات.
2. المرحلة المتسارعة:
فقد يحدث فقر دم في تلك المرحلة؛ وذلك بسبب انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء وتقل أيضًا نسبة الحديد الموجودة بالدم، بالإضافة إلى انخفاض مستويات الصفائح الدموية التي تعمل على تجلط الدم؛ مما يسبب حدوث الكدمات أو النزيف بسهولة، ويظهر أيضًا في تلك المرحلة تضخم الطحال والذي يتسبب في حدوث آلامٍ في المعدة.
3. مرحلة الانفجار:
تشير مرحلة الانفجار إلى وجود عدد كبير من الخلايا المنفجرة في مجرى الدم، وتُعرَف تلك المرحلة أيضًا بأزمة الانفجار، فتلك المرحلة هي مرحلة متطورة جدًا وتظهر الأعراض فيها بشدة أكثر من المراحل السابقة، وتكون نسبة الشفاء من سرطان الدم النخاعي المزمن في هذه المرحلة قليلة وتصبح حياة المريض مُهَدَّدة.
ما طرق علاج ابيضاض الدم النخاعي المزمن؟
من الممكن أن ي سرطان الدم النخاعي المزمن (CML) باستخدام طرق العلاج الحديثة، والتي من خلالها أيضًا يمكن السيطرة عليه لسنوات عديدة، وقد ترتفع نسبة الشفاء من ابيضاض الدم النقوي المزمن وقد يُعالج تمامًا في عدد قليل من الحالات، لكن يعتمد العلاج على المرحلة التي تطور عندها السرطان حتى يُعَالج بشكل صحيح، فتعددت طرق علاج سرطان الدم النخاعي المزمن (CML)، ومنها:
1. العلاج الدوائي:
تُستَخدَم بعض الأدوية لعلاج ابيضاض الدم النقوي المزمن وذلك عن طريق مهاجمة الدواء جزءًا معينًا من الخلية السرطانية لقتلها، فتعددت العقاقير التي تساعد على ذلك، ومن أهمها:
- ايماتينيب (Imatinib):
يُعَد ايماتينيب الآن العلاج الرئيسي لعلاج ابيضاض الدم النقوي المزمن، حيث يُوصَف للمريض بعد فترة قصيرة من الإصابة؛ لإبطاء تطور السرطان ووصوله للمراحل المتقدمة، فيعمل على تقليل إنتاج خلايا الدم البيضاء الغير طبيعية، وعلى الرغم من أهميته لكنه ينتج عنه آثارًا جانبية طفيفة يمكن أن تتحسن بمرور الوقت.
- نيلوتينيب (Nilotonib):
في حالة عدم استجابة المريض إلى دواء ايماتينيب يصف الطبيب دواء نيلوتينيب حيث يعمل بطريقة مشابهة له، وإذا أظهرت اختبارات الدم ونخاع العظام أنَّ دواء نيلوتينيب يعمل بشكل جيد مع المريض، فعادةً ما يؤخَذ مدى الحياة. وقد ينتج عنه أيضًا آثارٌ جانبية كما هو الحال في جميع الأدوية، لكن إذا أصبحت الآثار الجانبية مستمرة وشديدة، فيمكن للطبيب إيقاف تناول الدواء إلى حين السيطرة على تلك الآثار الجانبية، ثم يستأنف المريض تناوله ربما بجرعة أقل.
- داساتينيب (Dasatinib):
في حالة عدم قدرة المريض على تناول الأدوية السابق ذكرها أو عدم استجابته لها فقد ينصح الطبيب بتناول دواء داساتينيب، حيث يمكن تناوله أيضًا مدى الحياة إذا أثبتت اختبارات الدم ونخاع العظام أنَّ المريض قد استجاب لهذا الدواء.
- بوسوتينيب (Bosutinib):
قد يصف الطبيب دواء بوسوتينيب في حالة عدم استجابة المريض للأدوية الثلاثة السابقة، فهو دواء يعمل بطريقة مشابهة لهم لكن حينها سوف يناسب المريض بدلًا من تلك الأدوية.
- بوناتينيب (Ponatinib):
هو دواء مشابه للأدوية المذكورة أعلاه، لكن يُوصَى به فقط للأشخاص المصابون بتغير جيني معين أي يعاني المريض من حدوث طفرة جينية تسمى (T315I). في بعض الحالات يوصي الطبيب بتناول جرعات عالية من مزيج من تلك الأدوية (ايماتينيب، داساتينيب، نيلوتينيب) وذلك للأشخاص الذين لم يستجيبوا للجرعة الطبيعية من دواء ايماتينيب.
2. العلاج الكيميائي:
قد يوصي الطبيب بالعلاج الكيميائي في حالة عدم استجابة المريض للأدوية أو في حالة تفاقم السرطان ووصوله لمراحل متقدمة، ويشمل العلاج الكيميائي تناول بعض الأدوية والتي ينتج عنها آثارًا جانبية أقل من حقن العلاج الكيميائي؛ وذلك لأنَّ الحقن لها آثارًا جانبية أكثر حدة على المريض، مثل: تساقط الشعر والشعور بالمرض والإصابة بالعقم وأحيانًا يكون دائم.
3. زرع الخلايا الجذعية أو النخاع العظمي:
إنَ زرع الخلايا الجذعية أو نخاع العظم هو العلاج الوحيد المحتمل لعلاج سرطان الدم النخاعي المزمن (CML)، وذلك لأنَّه يعمل على انتاج خلايا الدم البيضاء السليمة في الجسم، لكن تتضمن هذه العملية تناول جرعات عالية من العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي؛ لتدمير الخلايا السرطانية في الجسم والذي يسبب ضغطًا هائلًا على الجسم ومضاعفات تهدد حياة المريض.
وبعد أن أصبحت عزيزي القارئ ملم بكثير من المعلومات عن تشخيص ابيضاض الدم النخاعي المزمن، فلابد من الاهتمام والمتابعة الجيدة مع الطبيب المعالج، وبعد إجراء التشخيص الصحيح، يبدأ الطبيب باختيار العلاج المناسب، ومع استخدام طرق العلاجات الحديثة، سوف ترتفع نسبة الشفاء من ابيضاض الدم النقوي المزمن، ولابد أيضًا من عمل الفحوصات الشاملة بشكل دوري حرصًا على سلامة صحتك.
المصادر:
قد يهمك أيضًا:
تعليقات