مابين الإفطار والسحور/ تعرف على كيفية تنظيم الأدوية مع الصيام؟
هل تعلم أن 42 % فقط من المرضى يلتزمون بتناول أدويتهم بصورة صحيحة خلال شهر رمضان، وأن 58% منهم غير ملتزمين بجرعات الدواء الصحيحة، ما بين التوقف عن تناول الدواء تمامًا أو بتناول جرعة أقل من التي وصفها الطبيب.
فكثير من الأشخاص ممن يعانون من بعض الأمراض المزمنة، يحتاجون إلى إعادة تنظيم الأدوية في رمضان، بما يلائم التغييرات التي تحدث خلال تلك الفترة.
بقدوم شهر رمضان، أخذنا على عاتقنا في صحة سكاي مساعدة المرضى الذين يحتفلون بقدوم الشهر الكريم؛ عن طريق تقديم بعض النصائح التي تهدف إلى تثقيفهم حول أهم القواعد لتنظيم الأدوية في رمضان بشكل آمن.
ما هي خطورة عدم تنظيم الأدوية في رمضان أو في فترات الصيام الطويلة؟
أثبتت العديد من الدراسات العلمية أن التغيير الشديد في موعد تناول الدواء وجرعته دون اللجوء إلى المشورة الطبية؛ قد يؤدي ذلك إلى تغيير الخصائص الإكلينيكية للدواء وبالتالي ينعكس ذلك على فعّالية العقار وكفاءته، خاصة في الأدوية التي لها مؤشر علاجي صغير (narrow therapeutic index)، مثل دواء الثيوفيللين والفنيتوين.
فلا يلتزم كثير من المرضى بتناول جرعات الدواء الصحيحة خلال الصيام، مما دومًا يشكل إزعاجًا كبيرًا خاصةً لأصحاب الأمراض المزمنة، وقد يحدث ذلك عن طريق:
أولًا: التوقف عن تناول الدواء تمامًا
قد يشكل ذلك خطرًا كبيرًا، ففي مرضى الصرع -على سبيل المثال- قد يزداد معدل حدوث التشنجات؛ نتيجة توقف تناولهم عن الأدوية المضادة للصرع خلال ساعات الصيام، دون ضبط الجرعة الدوائية المعتادة.
ثانيًا: تناول جميع الأدوية مرة واحدة في وقت واحد
قد يسبب ذلك حدوث بعض التفاعلات الدوائية الأدوية الموصوفة معًا التفاعلات الدوائية بينهم (Drug Drug interaction ؛ التي قد تشكل خطورة كبيرة على صحة المريض.
فمثلًا، عند تناول دواء الديجيتالس (الديجوكسن) Digitalis لعلاج فشل القلب، مع مجموعة الثيازيد المدرة للبول (Thiazide diuretics) معًا، يؤدي إلى نقص نسبة البوتاسيوم مما يسفر عن زيادة الآثار الجانبية الناتجة عن تناول عقار الديجوكسين.
لذا ينصح باستشارة الطبيب أو الصيدلي لتجنب حدوث إي من التفاعلات الدوائية غير المرغوب بها.
كيفية تنظيم الأدوية في أثناء الصيام؟
في بعض الحالات، قد يحتاج الطبيب أو الصيدلي إلى إجراء بعض التعديلات على الجرعات الدوائية، بما يناسب التغييرات في نمط الحياة الذي يحدث في شهر رمضان، وذلك عن طريق تعديل أي من الآتي:
- طرق تناول الدواء خلال فترة الصيام (Route of administration)
- موعد وتكرار تناول الدواء (Dose scheduling)
- التفاعلات الدوائية مع الأطعمة (Drug food interaction)
وهنا سنتحدث عن كل نقطة منفردة بذاتها لتوضيح الأمور قدر المستطاع.
طرق تناول الدواء المسموحة خلال فترة الصيام (Route of administration)
يمكن أن ينصحك الطبيب بأحد طرق تناول الدواء المختلفة والمسموحة خلال فترة الصيام، ومنها:
- قطرات العين والأذن
- المستحضرات التي تستخدم على الجلد مباشرة، مثل الكريمات والمراهم واللصقات ذات التأثير الدوائي
- الحقن بأنواعه عن طريق الجلد أوالعضلات أو بالوريد، ما عدا التغذية الوريدية
- الأكسجين وغازات التخدير
- تناول الأقراص تحت اللسان مثل أقراص النيتروجلسرين في حالة الذبحة الصدرية
- غسول الفم والمضمضة وبخاخ الفم، بشرط عدم ابتلاع أيًا منهم
تكرار وموعد تناول الدواء خلال فترة الصيام (Dose scheduling)
ففي شهر رمضان، يكون المريض مُقيد بعدد ساعات معينة بين فترتي غروب الشمس إلى الفجر لتناول دوائه، التي بعضها يؤخذ لمرة وبعضها لأكثر، إذاً كيف يمكن تنظيم تكرار وموعد تناول الأدوية.. تعرف معنا
كيف يمكن تنظيم تكرار الجرعات بغض النظر عن نوع الدواء؟
1- تناول الدواء مرة واحدة يوميًا
تعد تلك الطريقة هي الأسهل لكثير من المرضى ممن يعتادون على تناول جرعات دوائهم المعتادة في المساء؛ لذا لا تتأثر جرعات الدواء كثيرًا في شهر رمضان.
بينما عندما يكون ميعاد الجرعات الدوائية المعتادة نهارًا، يحتاج المريض لاستشارة الطبيب للتأكد من فعالية الدواء وكفاءته في حالة تغيير الميعاد مساءًا خلال شهر رمضان.
2- تناول الدواء مرتين يوميًا
في صيام رمضان يتم تناول الدواء مرة قبل الإفطار ومرة قبل السحور، لكن في بعض الأدوية يصبح من الصعب تناولها مرتين يوميًا في ساعات متقاربة، لما قد يسببه ذلك من تأثير على كفاءة وفعالية الدواء بجانب احتمالية حدوث بعض المضاعفات الخطيرة، مثل: دواء الثيوفيلين والفينيتوين.
3- تناول الدواء أكثر من مرتين يومياً
تحدث إلى الطبيب أو الصيدلي لوصف أي بدائل من التركيبات الدوائية التي تؤخذ مرة يوميًا، مثل:
- المستحضرات طويلة المفعول (long acting preparation) التي تحتوي على نفس المادة الفعالة
- المستحضرات المستمرة في إخراج للدواء في الدم بانتظام (slow sustained release)
- أو بتغيير المادة الفعالة بمادة أخرى، تستغرق فترة زمنية طويلة لانتهاء مفعولها داخل الجسم (longer half life)
كما يمكن استبدال مضادات الالتهاب غير الستوريديةُ، مثل: الإيبوبروفين ونابروكسين لعلاج التهاب المفاصل، والذي يحتاج تناولهما أكثر من مرة يوميًا، بدواء بيروكسيكام طويل المفعول الذي يؤخذ مرة واحدة يوميًا فقط.
كيف تختار الموعد الأفضل لتناول دوائك؟
تعتمد فعالية وكفاءة الدواء على توقيت استخدامه، نتيجة لاختلاف الإيقاع اليومي للعمليات الحيوية والفيزيولوجية داخل الجسم؛ لذا يعد الإيقاع اليومي (النهاري- الليلي) من أهم العوامل التي تؤثر على فعالية الأدوية وآثارها الجانبية، مثل:
أدوية الضغط المرتفع
البروبرانولول (propranolol): يمتص ذلك الدواء بصورة أسرع في الصباح عن المساء، لذا يفضل تناوله في فترات النهار.
نيفيديبين (nifedipine): يفضل تناول دواء النيفيديبين صباحًا، وذلك لزيادة كمية المادة الفعالة الواصلة إلى الدم صباحًا عن مساءً.
أدوية قرحة المعدة
يفضل تناول مادة السيميتدين (cimetidine)، أحد المواد المثبطة لمستقبلات H2 مساءً قبل النوم مباشرة، لما لها من تأثير أقوي في تقليل إفراز حمض المعدة، وتعزيز علاج قرحة المعدة وتقليل حدوثها.
التفاعلات الدوائية مع الأطعمة (Drug food interaction)
قد يتأثر امتصاص الدواء سلبًا أو إيجابًا عند تناوله مع بعض الأطعمة؛ لذا ينبغي عدم إغفال التحذيرات الخاصة ببعض الأدوية التي يفضل تناولها على معدة فارغة، مثل: دواء الفوروسيميد furosemide أو بتجنب تناولها مع طعام معين، وإليك أشهر التفاعلات الدوائية مع الأطعمة وكيفية التعامل معها:
أدوية الغدة الدرقية
دواء ليفوثيروكسين (levothyroxine)
قد يتسبب تناول دواء الليفو ثيروكسين مع بعض الأطعمة وخاصة الأطعمة الغنية بالألياف في نقص امتصاصه؛ لذا يفضل تناول الليفو ثيروكسين على معدة فارغة قبل الأكل بساعة لتجنب حدوث ذلك.
أدوية الضغط المرتفع وأمراض القلب
الديجوكسن (digoxin)
يتسبب تناول الأطعمة الغنية بالألياف أو الحبوب الكاملة في الحد من امتصاص مادة الديجوكسن؛ ومن ثم يجب تجنب تناوله مع الطعام ويفضل أن يكون على معدة فارغة قبل الأكل بساعةً أو بعدها بساعتين.
فيراباميل (verapamil)
يزيد تناول عصير الجريب فروت من امتصاص مادة الفيراباميل مما قد يتسبب في ظهور بعض الآثار الجانبية؛ لذا يفضل تجنب تناول دواء الفيراباميل مع ثمرة الجريب فروت أو عصيرها.
البروبرانورول (propranolol)
يؤدي تناول الأطعمة الغنية بالبروتين إلى زيادة تركيز البروبرانولول في الدم؛ ومن ثم زيادة آثارة الجانبية، لذا يفضل تناوله على معدة فارغة.
أدوية الحساسية والربو
فيكسو فينادين (Fexofenadine)
تجنب تناول مادة الفيكسوفينادين مع عصير التفاح أو الجريب فروت، لما قد يسببه ذلك من نقص تركيز الدواء في الدم؛ ومن ثم ينعكس بالسلب على تأثيره.
دور الصيدلي في تنظيم الأدوية في رمضان
يساعد الصيدلي على تنظيم الأدوية في رمضان بشكل أساسي لكثير من المرضى، عن طريق تنظيم جرعات الدواء أو بتغيير تركيبة الدواء نفسها أو بضبط تكرارالجرعات بما يناسب فترات الصيام.
هنا نكون قد طرحنا معًا أهم القواعد اللازمة التي قد تساعدك في تنظيم الأدوية في رمضان، استشر طبيبك أو الصيدلي لضمان صيام آمن بدون مشاكل.
الآن عزيزي القارىء شاركنا في التعليقات بأكثر المشكلات التي واجهتك في تنظيم الأدوية في رمضان.
قد يهمك أيضًا:
- لأصحاب الأمراض المزمنة| نصائح هامة عن تناول الأدوية في رمضان
- صيام المسنين في شهر رمضان | مكاسب عديدة محفوفة بالمخاطر
المراجع: ncbi
معلومات رائعه