السواك مطهرة الفم| فرشاة الأسنان أم السواك؟
اكتسب السواك شهرة واسعة منذ القدم في العديد من الدول الإسلامية والعربية، فيُعد من أقدم الأدوات التي استُخدمت منذ آلاف السنين للعناية بنظافة وصحة الفم والأسنان، كما يستخدمه ملايين من الناس حتى الآن في شتى بِقاع الأرض؛ ويرجع ذلك لفعاليته وخصائصه المميزة في تعزيز صحة الفم.
فهنا نستعرض معًا، فوائد السواك للأسنان، كما سنتعرف أيضًا على طريقة استخدامه، وما هو الأفضل السواك أم فرشاة الأسنان.
ما هو السواك أو المسواك؟
السواك هو عود قابل للمضغ يُستخلص من جذور وأغصان شجرة الأراك (Salvadora persica)، التي استخدمت طريقةً طبيعيةً لتنظيف الأسنان والفم منذ ألاف السنين.
أما الآن، وبعد أن أشادت العديد من الدراسات العلمية بخصائص المسواك المضادة للبكتيريا والفيروسات والفطريات، ومع ذكر بعض الدراسات الأخرى فوائده المسكنة للآلام والمضادة للأكسدة والالتهاب، ظهرت كثير من منتجات العناية بصحة الفم والأسنان التي تحتوي على مستخلص المسواك، مثل: غسول الفم ومعاجين الأسنان العشبية؛ لما له من خصائص تساعد على حل كثير من مشكلات الفم والأسنان.
كما يعد استخدام السواك آمنًا للكبار والصغار على حد سواء، على عكس بعض أنواع معاجين الأسنان التي يجب استخدامها بحذر مع الأطفال؛ خوفًا من بعض المشاكل التي قد تسببها، مثل: التفلور أي تسمم الأسنان بالفلور.
مكونات السواك
يحتوي المسواك على العديد من المكونات الهامة؛ التي تسهم في الحفاظ على صحة الفم والأسنان، ومنها:
- بنزويل أيزوثيوسيانات (Benzyl isothiocyanate): هو المكون الأساسي في نبات السلفادورا بيرسيكا، الذي يعد له دورًا هامًِا في الحد من نمو العديد من أنواع بكتيريا الفم التي قد تسبب أمراض اللثة
- السيليكا (silica): تسهم في إزالة البقع والرواسب من على سطح الأسنان
- بيكربونات الصوديوم (sodium bicarbonate): له خصائص مضادة للجراثيم كما أنه قد يسهم في إزالة الجير
- حمض التانيك (Tannic acid): له تأثير قابض على الغشاء المخاطي، بجانب دوره في الحد من تراكم البلاك على الأسنان، لذا يحمي من التهابات اللثة.
- الريزين (Resin): يشكل طبقة فوق مينا الأسنان تحميها من الجراثيم والميكروبات
- قلويدات (Alkaloids): تساعد مادة السلفادوريون في القضاء على البكتريا
- الزيوت العطرية الأساسية (essential oils): تُكسب المسواك طعمًا ورائحة مميزين، بجانب دورها المضاد للالتهاب والمحفز لتدفق اللعاب
- فيتامين ج (Vitamin C): يساعد في حماية اللثة ويعزز شفائها
- الكالسيوم والفلورايد (Calcium and fluoride ions): يعززا إعادة ترسيب معادن الأسنان، كما أن لهما دورًا مضادًا للبكتيريا.
فوائد السواك للأسنان
تعد صحة الفم والأسنان جزءًا لا يتجزأ من الصحة العامة، فيرتبط حدوث العديد من الأمراض بسوء العناية بالفم والأسنان، كما يعد تجويف الفم مدخلًا لعديد من الأمراض التي قد تؤثر بالسلب على الحالة الصحية العامة.
لذا يعد الحفاظ على صحة الفم والأسنان أمراً حيوياً وضروريًا، فتوجد العديد من الطرق للحفاظ على صحة الفم والأسنان، فتعد أكثر الوسائل شيوعاً هي فرشاة الأسنان، بجانب أفضل الطرق الطبيعية لتنظيف الأسنان وهي السواك، الذي له فوائد عدة منها:
محاربة تسوس الأسنان
أصبح بإمكانك وبكل سهولة الحصول على العديد من الأطعمة المصنعة المليئة بالسكريات، التي تؤثر سلبًا على صحة الفم والأسنان، فكلما تزايد تناول تلك الأطعمة المليئة بالسكريات، زادت نسبة خطر حدوث تسوس الأسنان.
وذلك عن طريق تراكم السكر والنشا الموجود في تلك الأطعمة على مينا الأسنان -مع تواجد بكتريا الفم-؛ يُنتج نوع من أنواع الأحماض التي تعمل على إزالة المينا، ومن ثم يحدث تسوس الأسنان وتظهر تجاويفها.
وهنا يأتي دور استخدام المسواك الذي يعمل على تعزيز إفراز اللعاب، وما له دوراً فعالاً في منع تراكم تلك الأحماض، فتمنح الأسنان وقتًا لإعادة بناء نفسها مرة أخرى.
بالإضافة إلى قدرة المسواك على تقوية مينا الأسنان وتعزيز تبييضها، وذلك بفضل ما يحتويه من مواد هامة، هي كلوريد الصوديوم وبيكربونات الصوديوم وأكسيد الكالسيوم.
الوقاية من بلاك الأسنان (Dental plaque)
تتكون طبقة البلاك على الأسنان واللثة نتيجة لتراكم ونمو العديد من البكتريا عليهما؛ ومع الوقت قد تتسبب في ظهور العديد من أمراض اللثة وتفاقمها كما قد تتسبب في فقدان الأسنان.
فوجدت الدراسات أن استخدام السواك بما يحتويه من مواد مضادة للبكتريا؛ قد ساهم في تثبيط نمو أنواع عدة من الميكروبات التي توجد في الفم واللعاب، ومن ثم الحد من تراكمها على الأسنان واللثة، والتي تعد أشهرها مادة البنزويل أيزو ثيوسيانات.
لذا ينجح السواك في الحد من تكوين طبقة البلاك على الأسنان، كما يقلل من حدوث مشاكل التهاب اللثة وتورمها؛ فيساعد على تعزيز صحة الفم واللثة.
التخلص من رائحة الفم الكريهة
قد تظهر رائحة الفم الكريهة بسبب بعض مشكلات الفم والأسنان، ومنها: أمراض اللثة وتجاويف الأسنان ونقص إفراز اللعاب.
فيعد استخدام المسواك من أفضل الطرق الطبيعية للتخلص من رائحة الفم الكريهة؛ عن طريق تعزيز إفراز اللعاب، والحد من نمو البكتيريا في الفم، مع إطلاق المسواك لبعض المواد ذات الرائحة المميزة والفريدة.
أيهما أفضل السواك أم فرشاة الأسنان
أكدت الدراسات تساوي فعّالية استخدام السواك وفي بعض الأحيان زيادتها، عن تأثير فرشاة الأسنان من حيث تطهير الفم ونظافته.
لكن يمتاز استخدام السواك عن فرشاة الأسنان في:
- قدرة المسواك الهائلة على تثبيط نمو العديد من البكتريا الموجودة في الفم واللعاب، ومن ثم تقليل بلاك الأسنان ومشاكل التهابات اللثة
- كما يملك المسواك تأثيرًا مميزًا في الحفاظ على صحة الفم والأسنان مقارنة بفرشاة الأسنان، بدون زيادة القلق من خطر الإصابة بنزيف اللثة
طريقة استخدام السواك
1- يمضغ أو يقشر عود المسواك من طرف واحد إلى أن يمزق الجزء الخارجي، ويظهر حوالي 1-2 سنتيمتر من الطبقة السفلية.
2- تمضغ الطبقة السفلية إلى أن تصبح شعيرات لينة على شكل يشبه الفرشاة، لمدة لا تقل عن دقيقتين لتستخدم بعد ذلك في تنظيف الأسنان بنفس طريقة استخدام فرشاة الأسنان التقليدية.
3- يمكن البدء في استخدامه بالطريقة التقليدية أو نقع طرف المسواك في الماء أو في ماء الورد قبل استخدامه
4- امسك المسواك عموديُا على الأسنان باتخاذ وضع مريح ليدك، وابدأ في فرك الأسنان بلطف لأعلى ولأسفل حتى تصل لكل أسطح الأسنان.
5- بعد استخدام المسواك عدة مرات يمزق هذا الجزء ويصبح غير فعال؛ لذا يقطع أو يكسر ذلك الجزء ثم يمضغ مرة أخرى لعمل نهاية جديدة تشبه الفرشاة لإعادة استخدامها، لذا قد يكفي استخدام عود واحد لعدة أسابيع.
6- وبعد الانتهاء من تنظيف الأسنان، اغسل طرف المسواك المستخدم، واحفظه في مكان جاف
كيفية الحفاظ على صحة الفم؟
لكي تحصل على أسنان صحية، اجعل العناية بأسنانك عادة يومية، واختر المنتجات الصحيحة التي تساعدك على الوقاية من كثير من مشكلات الفم مع تعزيز صحة الأسنان وسلامتها، فإليك بعض النصائح التي سوف تساعدك على العناية بصحة أسنانك.
- غسيل الأسنان مرتين يوميًا مع ضرورة غسلها قبل النوم مباشرةً
- تنظيف الأسنان بصورة صحيحة، عن طريق الفرك بلطف بحركة دائرية للتخلص من تراكمات البكتريا على الأسنان واللثة
- استخدام معجون أسنان بالفلورايد لمحاربة التسوس.
- الاهتمام بفرك اللسان بعناية ولطف مع كل مرة تُغسل فيها الأسنان
- تنظيف الأسنان بالخيط مرة يوميًا، لتقليل ترسب البلاك والحد من التهابات اللثة.
- يفضل شرب الماء بعد كل وجبة؛ للتخلص من بواقي بعض الأطعمة والمشروبات اللزجة أو الحمضية.
- تناول الخضروات والفواكه الطازجة، فهي الخيار الأفضل للحفاظ على أسنانك ولا سيما الفوائد التي يحصل عليها جسمك من تناوله
- الحد من تناول الأطعمة والمشروبات السكرية والحمضية، مثل: الشاي والقهوة التي قد تسبب تآكل الأسنان.
- استخدام غسول الفم، لما له من فوائد هامة لتعزيز صحة الفم، منها: خفض كمية الأحماض في الفم، وتنظيف المناطق التي يصعب الوصول إليها باستخدام الفرشاة ويعيد ترسيب معادن الأسنان.
- الذهاب لطبيب الأسنان على الأقل مرتين سنويًا
متى تذهب إلى طبيب الأسنان؟
لتجنب حدوث أمراض اللثة ومشاكل الفم، نظم زيارات دورية إلى طبيب الأسنان؛ حتى تنظف أسنانك وتتحقق من وجود أي مشكلات قد تؤثر على صحة الفم والأسنان.
أتصل بطبيبك في حالة ظهور أيًا من الأعراض التي قد تنم عن أحد مشاكل الفم، مثل:
- احمرار وتورم اللثة
- نزيف اللثة في حالة استخدام الفرشاة أو خيط الأسنان
- انحسار اللثة أي تراجع اللثة عن سطح الأسنان
- حساسية الأسنان الزائدة تجاه الأطعمة أو المشروبات الباردة أو الساخنة
- رائحة الفم الكريهة المستمرة أو تغيير طعم الفم
- ألم عند المضغ
باستخدام السواك يُفتح بابًا جديدًا في طب الأسنان، والآن وبعد تعرفك على فوائد استخدام السواك لصحة الفم والأسنان، ضعه ضمن روتين خاص بك للعناية بأسنانك للحصول لأفضل نتائج.
قد يهمك أيضًا:
أسنان نظيفة أم ناصعة البياض.. أيهما أهم؟
تعليقات