تعرَّف على فوائد العسل المتعددة للجسم

تُعرف فوائد العسل منذ قديم الأزل؛ فالعسل يستخدم كمادة غذائية وطبية فهو يحتوي على مواد نباتية مفيدة، ويستخدم كبديل صحي للسكر حيث أنه لا يحتوي على سعرات حرارية كثيرة مقارنةً بالسكر، ولقد أُجريت العديد من الدراسات العلمية علي العسل وأثبتت ان له فوائد صحية عامة؛ فالعسل يوفر مجموعة من الفوائد الصحية حيث يحتوي العسل الخام الذي يأتي مباشرة من خلية النحل على حبوب لقاح نحل صحية، والكثير من مضادات الأكسدة.

محتويات:

أنواع العسل

   يصنع النحلُ العسل بعد جمع الرحيق من الزهور وإدخاله في الخلية حيث يمضغ النحل الرحيق فيصبح عسلـًا، ويقوم النحل بوضع العسل في وحدات تخزين شمعية صغيرة تسمى (أقراص العسل) حيث يقوم بتهويتها بواسطة أجنحتهم؛ لتجفيفها؛ وهذه العملية تجعلها أكثر ثباتًا. تتضمن أنواع العسل كالآتي:

العسل الخام

   هو العسل الذي يأتي مباشرةً من الخلية وعلى الرغم من حالته الأولية إلا أنه يعتبر آمنًا للأكل باستثناء الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام واحد، والذين يجب عليهم تجنب العسل بالكامل. أصبح العسل الخام أكثر شيوعًا في السنوات الأخيرة فيمكن للناس الآن شرائه من العديد من متاجر البقالة والأطعمة الصحية، كما تبيع أسواق المزارعين أيضًا العسل الخام وأحيانًا من مربي النحل مباشرةً.

العسل المبستر

   هو العسل التي تتم معالجته لإزالة الشوائب، وتحسين صلاحيته.

مكونات العسل

   تحتوي الملعقة الواحدة الكبيرة من العسل \”أي ما يعادل 21 جرام” تحتوي على 64 سعر حراري و17 جرام من السكر الذي يتكون من فركتوز، ومالتوز، وجلوكوز وأيضًا السكروز، ولا يحتوي فعليًا على ألياف، أو دهون، أو بروتين. يتميز العسل باحتوائه على مركبات نباتية نشطة ومضادات أكسدة، كما ترتفع نسبة تلك المكونات في الأنواع الداكنة من العسل أكثر.

   يحتوي العسل العالي الجودة علي العديد من مضادات الأكسدة المهمة لجسم الانسان، كما تحوي على الأحماض العضوية والمركبات الفينولية، ويعتقد بعض العلماء أن تلك المركبات هي التي تمنح العسل خاصيته المضادة للأكسدة، كما قد أثبتت دراستان أن عسل الحنطة الأسود يزيد من نشاط مضادات الأكسدة بالدم وبالتالي تقلل من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وبعض أنواع السرطان، كما أنه قد تعزز من صحة العين.

العسل ومرضى السكري

   يقترح بعض العلماء أن العسل يمكن أن يقلل من خطر إصابة مرضى داء السكري النوع الثاني بأمراض القلب، كما يمكن للعسل أيضًا أن يخفض نسبة الكوليسترول الضار، والدهون الثلاثية، واللتهابات بينما يرفع نسبة الكوليسترول المفيد في جسم الإنسان؛ حيث وجد في بعض الدراسات أن استخدام العسل يمكنه زيادة مستوي السكر بالدم ولكن ليس بنفس قدر استخدام السكر، وعلي الرغم من أن العسل يمكن أن يكون أفضل من السكر لدي مرضى السكري إلا أنه يجب تناوله بحرص شديد.

العسل ومرضى ارتفاع ضغط الدم

   يساعد العسل في خفض ضغط الدم الذي يعتبر من العوامل المحفزة التي قد تؤدي للإصابة بأمراض القلب، وأظهرت بعض الدراسات التي أجريت علي البشر والفئران أيضًا أن تناول العسل يُحدث انخفاضًا طفيفًا في ضغط الدم؛ وهذا بسبب احتوائه على مضادات الأكسدة التي لها علاقة بخفض ضغط الدم.

العسل ومرضى ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية

   يعتبر ارتفاع الكوليسترول الضار في الدم من أحد العوامل القوية التي تؤدي للإصابة بأمراض القلب، ويلعب هذا النوع من الكوليسترول دورًا رئيسًا في العديد من الأمراض، مثل: تصلب الشرايين، وتراكم الدهون في الشرايين؛ الذي يمكنه أن يؤدي الي حدوث سكتات دماغية، ونوبات قلبية.

   أجريت دراسة على 55 مريض قورنت خلالها نسبة العسل والسكر؛ فوجد أن العسل تسبب في انخفاض الكوليسترول الضار بنسبة 5.8% وزيادة الكوليسترول المفيد بنسبة 3.3%، كما قد أثبتت العديد من الدراسات أن العسل قد يحسن مستوي الكوليسترول في الدم حيث أنه يقلل من نسبة الكوليسترول الضار ويرفع -بشكل ملحوظ- مستوي الكوليسترول الجيد.

   يعتبر ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية عاملـًا آخر للإصابة بأمراض القلب حيث أن لها علاقة بمقاومة الإنسولين فهي المحرك الرئيس لمرض السكري من النوع الثاني، ومن المثير للاهتمام أن دراسات عديدة ربطت بين استهلاك العسل المنتظم ومستويات الدهون الثلاثية المنخفضة خاصةً عند استخدامه ليحل محل السكر.

العسل وأمراض القلب

 يعتبر العسل مصدرًا غنيًا بالفينولات ومضادات الأكسدة، ولقد رُبطت العديد من هذه العوامل بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب حيث أنها تساعد في تمدد شرايين القلب؛ مما يزيد من تدفق الدم، وقد تساعد أيضًا في منع تكوين جلطات الدم التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، ولكن مع الأسف لا توجد دراسة بشرية تدور حول العسل وعلاقته بصحة القلب.

العسل والتئام الجروح، والحروق

   إن العلاج الموضعي بالعسل للحروق، والتئام الجروح معروف منذ حضارة مصر القديمة ولا يزال يستخدم حتى يومنا هذا، وقد وُجد أثناء مراجعة 26 دراسة حول العسل وعلاقته بالعناية بالجروح أن العسل أكثر فعالية في التئام الحروق الجزئية السميكة، والجروح التي انتشرت إليها العدوي بعد الجراحة.

   أبلغت إحدى الدراسات عن نسبة نجاح وصلت إلى 43.3٪ من استخدام العسل كعلاج للجروح، وفي دراسة أخرى عالج العسل الموضعي 97٪ من قُرح مرضى السكر، بالإضافة إلى ذلك أنه يساعد في علاج الأمراض الجلدية الأخرى، مثل: الصدفية، والهيربس.

   يعتقد الباحثون أيضًا أن قوى الشفاء في العسل تنجم عن تأثيره المضاد للبكتيريا، والمضاد للالتهابات، وكذلك قدرته على تغذية الأنسجة المحيطة.

العسل والسعال عند الأطفال

   يعتبر السعال مشكلة شائعة للأطفال المصابين بعدوى الجهاز التنفسي حيث يمكن أن تؤثر هذه العدوى على النوم، وأنماط الحياة المختلفة لكل من الأطفال والآباء، وعلي الرغم من ذلك فإن الأدوية الشائعة لعلاج السعال ليست فعالة دائمًا ويمكن أن يكون لها آثار جانبية؛ لذا من المثير للاهتمام أن العسل قد يكون اختيارًا أفضل حيث تشير الدلائل إلى أنه فعّال للغاية، وقد وجدت دراسة أخري أثبتت أن العسل يقلل من أعراض السعال ويحسن النوم أكثر من أدوية السعال الشائعة، ورغم كل فوائد العسل لعلاج السعال لا ينبغي أبدًا إعطائه للأطفال التي تقل أعمارها عن سنة؛ بسبب خطر التسمم الغذائي.

العسل والذاكرة

   تشير بعض الأدلة إلى أن العسل قد يكون له قوى مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات يمكن أن تفيد الدماغ، وقد وجدت دراسة أجريت على الحيوانات أن الفئران التي تناولت العسل لديها حماية ضد تلف الدماغ الناجم عن التعرض للرصاص، بالإضافة إلى ذلك يحتوي العسل الخام على مكونات تساعد في مكافحة الالتهاب في الحُصين؛ وهو جزء من الدماغ مسئول في الذاكرة.

   وختامًا عزيزي القارئ.. فإن العسل هو بديل صحي ولذيذ مقارنةً بالسكر. عند شرائك له تأكد دائمًا من اختيار علامة تجارية عالية الجودة؛ لأنه قد يكون مخلوطًا أحيانًا لدى بعض العلامات التجارية منخفضة الجودة؛ ولا تنسى أن تضع في اعتبارك دائمًا أنه يجب تناول العسل باعتدال؛ لأنه يظل مصدرًا عاليًا للسكر، والسعرات الحرارية، وإذا أردت أن تلاحظ فوائد العسل في حياتك اليومية فأبدله بمحلي آخر غير صحي.

المصادر: Healthline | Medicalnewstoday | Clevelandclinic