دراسة توصي بتجنب الحمل لمدة 12 شهرًا بعد جراحات السمنة
تدعم دراسة قُدمت في المؤتمر الأوروبي للسمنة لهذا العام ، التوصيات بتجنب الحمل لمدة 12 شهرًا بعد جراحات السمنة بسبب وجود احتمالية مخاطر بالحمل منها زيادة خطر الولادة المبكرة . ساهم في إخراج هذه الدراسة للنور كل من د.لورا هويسشن وزملاؤه ،في مستشفى ريجنستيت ،بهولندا.
أكثر من نصف عدد المرضى الإناث اللواتي يخضعن لجراحات السمنة هم في سن الإنجاب ، ويؤدي خسارة الوزن إلى تحسين الخصوبة، فضلاً عن تقليل مخاطر الإصابة ب سكري الحمل واضطرابات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل . هذا يقلل أيضًا من احتمالية زيادة وزن الطفل عند الولادة، وهو ما يرتبط بزيادة خطر حدوث مضاعفات لكل من الأم والطفل.
تشير التوصيات الطبية الحديثة للنساء اللواتي يخضعن لجراحات السمنة، إلى أنه يجب عليهن تجنب الحمل لمدة تتراوح بين 12 إلى 24 شهرًا بعد العملية ، لتجنب المشاكل الناجمة عن خسارة الوزن المستمر، وزيادة خطر الإصابة بسوء التغذية بسبب انخفاض السعرات الحرارية بشكل ملحوظ . من المرجح أن يحدث هذا خلال الأشهر الإثنى عشر الأولى بعد الجراحة، ويمكن أن يعيق نمو الجنين بسبب نقص التغذية الواصلة له، ويحتمل أن يؤثر على تكوينه ونمائه، بجانب خطر نقص الوزن عند الولادة وزيادة احتمالية الحاجة إلى الولادة المبكرة.
بالرغم من ذلك، يقول الباحثون: “لم تثبت الدراسات السابقة وجود أي علاقة بين الفترة بين جراحة السمنة حتى الحمل ومشاكل الحمل أو مشاكل المواليد. في الواقع، تؤكد معظم الدراسات أن خطر حدوث تلك المشاكل لم تزداد خلال الأشهر الـ 12 الأولى بعد جراحة السمنة مقارنة بحالات الحمل اللاحقة “.
كان الهدف من هذه الدراسة هو تقييم نتائج الحمل والولادة وعلاقتها بالفاصل الزمني بين الجراحة والحمل والالتزام بتوصيات الأكاديمية الوطنية للطب لزيادة الوزن أثناء الحمل. صنفت الولادات على أساس الفاصل الزمني بين الجراحة والحمل، واكتساب الوزن أثناء الحمل ، مع متغيرات النتائج الأولية؛ منها عمر الحمل وقت الولادة، والولادة المبكرة، والوزن عند الولادة، والوزن بالنسبة للعمر.
تُعرّف الولادة المبكرة بأنها فترة حمل أقل من 37 أسبوعًا، بينما صنفت فترات الحمل التي تقل عن 32 أسبوعًا على أنها مبكرة جدًا بناءً على التعريف المستخدم من قبل منظمة الصحة العالمية. قورنت العلاقة بين وزن الرضيع عند الولادة بالنسبة لعمر الحمل مع مخططات الوزن عند الولادة، المصممة طبقاً لجنس المولود. صنف أولئك الذين ضمن أعلى 10 ٪ أن وزنهم أكبر من العمر الحملي (LGA) ، بينما صنف أصحاب 10٪ الأدنى على أن وزنهم أقل من العمر الحملي(SGA).
اقرأ أيضًا : دراسة توضح ارتفاع فرص الإصابة بحصوات الكلى أثناء الحمل
أجرى الباحثون تحليلًا بأثر رجعي لـ 196 حالة حمل أحادي المولود في أمهات خضعن سابقًا لعملية جراحية لعلاج السمنة باستخدام تقنية تحويل مسار المعدة Roux-en-Y، أو تكميم المعدة، أو تقنية المفاغرة الأحادية لتحويل مسار المعدة. صنفت حالات الحمل تلك إلى واحدة من ثلاث مجموعات بناءً على الفاصل الزمني بين الجراحة والحمل:
المجموعة المبكرة (أقل من 12 شهرًا) والمجموعة الوسط ى (بين 12-24 شهرًا) والمجموعة المتأخرة (أكثر من 24 شهرًا). اعتبرت زيادة الوزن أثناء الحمل على أنها غير ملائمة أو ملائمة أو مفرطة وفقًا لتوصيات الأكاديمية الوطنية للطب.
على الرغم من التوصيات الحالية، فإن 23.5٪ من النساء في هذه المجموعة من الدراسة قد حملن في غضون 12 شهرًا من عمليتهن.
علق الباحثون “على الرغم من أن الاختلاف البالغ 200 جرام في وزن المواليد حديثي الولادة ربما لا يقلق طبيًا، إلا أن عمر الحمل المنخفض في المجموعة” المبكرة “قد يكون مثيرًا للقلق حيث وجدنا أيضًا اتجاهًا نحو المزيد من الولادات المبكرة في هذه المجموعة.”
استنتج فريق البحث: “ النتائج التي توصلنا إليها تدعم التوصية بتجنب الحمل لمدة 12 شهرًا بعد جراحة السمنة. يجب أن نشجع النساء اللواتي يرغبن في الحمل بعد جراحة السمنة على تجنب الحمل حتى يستقر وزنهن لتقليل مخاطر زيادة الوزن أثناء الحمل . من أجل كسر الحلقة المفرغة للسمنة وعواقبها الصحية، من المهم أن تركز الأبحاث المستقبلية والرعاية السريرية على الوقاية من ولادة الأطفال صغار الحجم بعد جراحة السمنة”.
تعليقات